نصب الحواجز في طريق الدعوة ، لأن الدعوة سوف تنتصر بإذن الله على كل تحديات الكفر والشرك والضلال.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسله ورسالاته واليوم الآخر ، (وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) التي تمثل التجسيد العملي للتشريع الرسالي في خط الصلاح المرتكز على الإيمان ، (وَآمَنُوا بِما نُزِّلَ عَلى مُحَمَّدٍ) من القرآن ، (وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ) الذي لا ريب فيه ، (كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ) التي عاشوها في تاريخهم المليء بالانحرافات الفكرية والعملية ، (وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) فلم يعد في بال المؤمن المنفتح على الله أيّ مكان للقلق ، وللحيرة ، وللتعفّن الروحي والأخلاقي ، وللفساد في النوايا والدوافع التي تتحوّل ـ غالبا ـ إلى واقع ، بل هناك المعنى الروحي الذي يوحي بالرشاد والطمأنينة والثقة والطهارة الروحية ، والصلاح الفكري والأخلاقي الداخلي الذي يفكر بخطة الصلاح العملي.
وتلك هي القضية التي ركز القرآن على كونها غاية الرسالات على امتداد تاريخ الإنسان ، وهي أن يصبح البال مسكونا بالإنسانية المؤمنة الصالحة المنفتحة على الله ، وبالطمأنينة الروحية ، والاستقرار الفكري ، بحيث تكون كل مفردات الرسالة في خدمة هذا الهدف الذي تمثّله كلمة «النفس المطمئنة الراضية المرضيّة».
* * *
سرّ إضلال أعمال الكافرين وإصلاح بال المؤمنين
ولكن ، ما هو سرّ إضلال الأعمال هنا ، وإصلاح البال هنا؟
(ذلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْباطِلَ) الذي يبتعد بالحياة عن الصراط المستقيم وبالإنسان عن الإيمان بالله ، وعن الحق والخير والعدل في بناء الوجود ، مما يجعل الباطل ضد الله والحياة والإنسان ، ويؤدي بالإنسان إلى السقوط والضياع في متاهات الأوهام (وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ) بحيث