(مُدْهِنُونَ) : مكذّبون.
(مَدِينِينَ) : مجزيِّين ، من دان يداني ، بمعنى جزى يجزي (فَرَوْحٌ) : راحة.
* * *
مواقع النجوم ، ما هي؟
(فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ) ، ذكر المفسرون أن «لا» زائدة مؤكدة ، مثلها في قوله تعالى : (لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ) [الحديد : ٢٩] ومعناه «أقسم» (١). وهناك احتمال آخر ، وهو إبقاء الكلمة على طبيعتها كجزء من الكلام ، ليكون المعنى هو أن المسألة واضحة جدا بحيث لا تحتاج إلى أيّ قسم مهما كان عظيما ، ولكن ربما كان الاحتمال الأول أقرب ، لأن التأكيد على عظمة القسم في الآية التالية يوحي بأن المقصود هو تأكيد الفكرة عن القرآن بالقسم العظيم ؛ والله العالم.
ولكن ما هو المراد بمواقع النجوم ، فقد جاء عن مجموعة من المفسرين منهم صاحب الكشاف ، أن المراد بمواقع النجوم مساقطها ومغاربها (٢) ، أي محالّ وقوعها وسقوطها ، ويشير به إلى سقوط الكواكب يوم القيامة أو وقع الشهب على الشياطين ، أو مساقط الكواكب في مغاربها ، ويرى صاحب تفسير الميزان أن الاحتمال الأول هو السابق إلى الذهن (٣) ، وربما كان ذلك من جهة أن أجواء الآيات التالية تدور في فلك الآخرة التي أريد لها أن تعيش في وعي الناس ، ليتذكروها في ما يتذكرونه من مقدمات يوم القيامة من انتثار النجوم.
وقد جاء في بعض التفاسير ـ كما في ظلال القرآن ـ أن المراد بمواقع النجوم
__________________
(١) انظر : تفسير الكشاف ، ج : ٤ ، ص : ٥٨.
(٢) انظر : (م. ن) ، ج : ٤ ، ص : ٥٨.
(٣) انظر : تفسير الميزان ، ج : ١٩ ، ص : ١٤١.