على مستوى العذاب في نار جهنم ، وبذلك يكون الحديث عن ردّهم الآيات بأنها سحر مستمر ، مماثلا لكل الآيات التي تتحدث عن تهمة النبي بأنه ساحر من دون أن تكون مرتبطة بحادثة معينة. وقد نلاحظ ، في هذا المجال ، ضرورة التدقيق في كلمة (مُسْتَمِرٌّ) التي تعني انطلاق التهمة قبل الآية لتكون مستمرة بعدها ، مما قد ينافي انطلاق تهمة السحر من خلالها.
وقد أجاب بعض هؤلاء المفسرين عن استلزام نزول الآية للعذاب بعدها في حالة الكفر ، بأنَّ ذلك لا يشمل كل الناس الموجودين آنذاك ، بل الجماعات المقترحة لها المكذبة بنتائجها ، وقد أهلك الله هؤلاء وهم صناديد مكة وعظماؤهم المستهزئون بالنبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وذلك في يوم بدر.
ويردّ على هذا القول ، أن المراد بالعذاب المذكور في نطاق التكذيب بالآيات هو العذاب النازل عليهم مباشرة ، كالإغراق والخسف والإحراق ، لا الهلاك الناشئ من حالة عادية كحال القتال ، أو الموت العادي ، لا سيّما إذا عرفنا أن بعض هؤلاء لم يهلك في يوم بدر ، بل قد يكون مات ميتة طبيعية.
* * *
علامات استفهام حول معجزة انشقاق القمر
ويتساءل الرافضون لهذا التفسير ، أن القمر لو انشقّ ، كما يقال ، لرآه جميع الناس ، ولضبطه أهل الأرصاد في الشرق والغرب لكونه من أعجب الآيات السماوية ، ولم يعهد في ما بلغ إلينا من التاريخ والكتب الباحثة عن الأوضاع السماوية له نظير ، والدواعي متوفرة على استماعه ونقله.
وأجيب بما حاصله ، أن من الممكن ـ أوّلا ـ أن يغفل عنه ، فلا دليل على كون كل حادث أرضي أو سماويّ معلوما للناس ، محفوظا عندهم ، يرثه خلف عن سلف. وثانيا : إن الحجاز وما حولها من البلاد العربية وغيرها لم يكن بها مرصد للأوضاع الفلكية ، وإنما وجدت بعض المراصد بالهند وفي بلاد الروم واليونان