في الجو بيسر وتقسم السحب على الأقطار من الأرض (١). ولكن لا شاهد له ، بالإضافة إلى أنه قد لا ينسجم ، بحسب التعبير البلاغي ، مع بعض الكلمات ؛ والله العالم.
(إِنَّما تُوعَدُونَ لَصادِقٌ) هذا هو جواب القسم الذي أراد الله فيه أن يؤكد لهؤلاء الذين يقفون ضد الرسالة ، صدق الحديث عن المعاد الذي يواجهون فيه الموقف أمام الله ، (وَإِنَّ الدِّينَ لَواقِعٌ) وهو الجزاء بالإحسان لمن عمل إحسانا وبالسوء لمن عاش حياة السوء.
وفي ضوء ذلك ، لا بد لهم من الالتفات إلى ذلك ، والاستعداد له ، ليبتعدوا عن مواقع الهلاك في المصير.
* * *
(قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ)
(وَالسَّماءِ ذاتِ الْحُبُكِ) التي بناها الله بتناسق محكم في نظامه ، تماما كما هو الزرد المنسّق المتشابك المتداخل الحلقات ، كما قيل ، ويذكر سيد قطب في تفسيره «في ظلال القرآن» أن هذه «قد تكون إحدى هيئات السحب في السماء حين تكون موشاة كالزرد مجعّدة تجعد الماء والرمل إذا ضربته الريح ، وقد يكون هذا وضعا دائما لتركيب الأفلاك ومداراتها المتشابكة المتناسقة» (٢).
(إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ) وهذا هو جواب القسم بالسماء ، الذي يريد أن يؤكد واقع القول المختلف في مضمونه وأبعاده ، فلا يرجع إلى قاعدة واحدة ،
__________________
(١) انظر : الفخر الرازي ، التفسير الكبير ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : ٣ ، م : ١٤ ، ج : ٢٨ ، ص : ١٩٥.
(٢) قطب ، سيّد ، في ظلال القرآن ، دار إحياء التراث العربي ، بيروت ـ لبنان ، ط : ٥ ، ١٣٨٦ ه ـ ١٩٦٧ م ، م : ٧ ، ج : ٢٧ ، ص : ٥٧٣.