الحب ، وقطف الثمر ، ونزع الورق الأخضر ... (لَوْ نَشاءُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً) أي هشيما تذروه الرياح ، فلا تحصلون منه على شيء ، بتحريك عوامل تقتله وتمنعه من الاكتمال ، (فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) أي تتعجبون مما حلّ بزرعكم من الآفات وتقولون لبعضكم البعض : (إِنَّا لَمُغْرَمُونَ) أي واقعون تحت ضغط الغرامة وهي الديون والمسؤوليات المترتبة عليها ، فقد كنا ننتظر نتائج الموسم لنحصل عليها ، فإذا بالموسم يتبخّر بسبب العوامل القاسية التي أهلكت الزرع كله ، (بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ) من كل المنافع التي كنا نترقّبها منه ، مما يجعلنا نواجه الحرمان بأبشع صوره في حياتنا.
* * *
والماء الذي تشربون .. من أنزله؟
(أَفَرَأَيْتُمُ الْماءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ) وتحصلون منه على عنصر الحياة الذي لولاه لما امتدت بكم ، ولما استطعتم الحصول على الغذاء الحيواني والنباتي ، لأنه الشرط لبقاء كل حيّ ... (أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) فما ذا تملكون منه سوى أن تنتظروا تساقطه لتجمعوه في أماكنه التي تعدُّونها ، أو لتأخذوه من مواقع الأنهار ومساقط الينابيع ، ولكن الله هو الذي يملك تحريكه وإنزاله وتكوين العناصر الطبيعية ، لينزله عليكم عذابا سائغا يروي العطاشى ، ويحيى موات الأرض ، (لَوْ نَشاءُ جَعَلْناهُ أُجاجاً) أي لولا أن الله أراد لعباده الخير في حياتهم بتحريك نعمه ، لجعل الماء ملحا أجاجا لا ينتفع به في شرب ولا زرع ، بما في ذلك من مشكلة لكم في كل مواقع حياتكم ، (فَلَوْ لا تَشْكُرُونَ) الله على ذلك بالانفتاح على مواقع نعمه.
* * *