(وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ) في صفاء الرونق الجميل في صورته ونقائه ، في خدمة دائمة متواصلة.
* * *
إنا كنا في أهلنا مشفقين .. فمن الله علينا
(وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) عن المرحلة الدنيوية التي عاشوا فيها الاستقامة على خط التوحيد ، ويتحدثون عن الأعمال التي أوصلتهم إلى هذه النهاية السعيدة : (قالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنا مُشْفِقِينَ) في قلق الإنسان المؤمن وإشفاقه على نفسه ، وخوفه من التقصير في عمله أمام ربه ، (فَمَنَّ اللهُ عَلَيْنا) بفضله وتوفيقه ورحمته ، بالثبات على خط طاعته ، (وَوَقانا عَذابَ السَّمُومِ) الذي يحرق الجلود ويذيبها من شدة الحرارة اللاهبة ، (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ) ونلجأ إليه في المهمّات ، ونبتهل إليه في الملمّات ، ونتضرع إليه عند الخطيئة ، ونخشع له عند الرهبة ، (إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) الذي يمنح عباده المؤمنين برّه ورحمته في الدنيا والآخرة.
وهكذا نجد في هذه الآيات صورة مثيرة للمجتمع المؤمن في الجنة ، حيث جلسات الاسترخاء اللذيذة التي يتناول فيها المؤمنون الكؤوس المنعشة ، ويتحدثون فيها عن حياتهم الماضية ، وينفتحون فيها على الله في برّه ورحمته.
* * *