(وَالْمُؤْتَفِكَةَ) ؛ الائتفاك : الانقلاب.
(آلاءِ) ؛ الآلاء : جمع إلى بمعنى النعمة.
(تَتَمارى) : تشكك.
(أَزِفَتِ) : اقتربت.
(الْآزِفَةُ) : القيامة.
(سامِدُونَ) : لاهون.
* * *
من مظاهر قدرة الله في خلقه
(وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى) فهو سبب كل شيء ، وأساسه ومدبّره ومحرّكه ، فليس هناك في الوجود شيء إلَّا وينتهي أمره إليه في كل جوانبه ، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد يكون المراد بالآية أن الخلق يرجعون إلى الله يوم القيامة ، ولعل المعنى الأول أوفق بسياق الآيات الأخرى ، (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) فهو الذي أودع في الإنسان قابلية الضحك والبكاء حسيا ونفسيا ، وهو الذي أوجد العوامل التي تحوِّل هذه القابلية إلى حركة فعلية في أوضاعه وممارساته ، وذلك من خلال الأسباب التي أودعها لذلك ، وهي أسباب لا تلغي اختيار الإنسان بحيث ينسب الفعل إليه ، تماما كما هي كل الأمور التي ترتبط في العمق بالله ، وبالإنسان بشكل مباشر ، (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) فهو الذي خلق الموت والحياة من خلال أسبابهما المباشرة وغير المباشرة.
(وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى) أي تراق في الرحم فيبدع الخلق من خلالها بأشكاله المتنوّعة وطبيعته المختلفة ، وهكذا تحفظ الزوجية الامتداد للوجود في كل خصائصه الذاتية ، مما يدفع المتأمل إلى التفكير