في أجواء السورة
هذه السورة من السور المكية التي تتحدث عن الوحدانية التي تطل على الكون كله من موقع الألوهية والربوبية والقدرة والعلم والحكمة ، مما يجعل الوثنية بكل مظاهرها ، حالةً خرافيةً في وعي هؤلاء المشركين الذين لم ينطلقوا من موقع الوعي ، بل انطلقوا من موقع التقليد الأعمى والتخلّف المعقّد ، كما تدعو الناس إلى التأمل والتفكير والإعراض عن هؤلاء الجاهلين.
وتعالج السورة الوحي كأساس من أسس الحقيقة الإيمانية التي لا مجال للريب فيها ، ولا تخلو من الإشارة إلى المعاد الذي يشكل عمق العقيدة ويوجّه الناس إلى المسؤولية في ما يفعلون أو يتركون ، ليواجهوا نتائجها عند ما يقفون غدا بين يدي الله. وفي هذا الجو كله نلتقي بالمبادئ الإسلامية التي تلتقي فيها العدالة بالمسؤولية الفردية ، حيث يتحمل الإنسان وحده نتائج عمله ، فلا يحمل أيُّ إنسان مسئولية عمل شخص آخر غيره.
* * *