الإنسان من خلال مباشرته للمقدّمات ، وهو فعل الله من خلال سببية المقدمات للنتائج.
(وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ) لأن الإنسان الذي يغيب عنصر العقل في تفكيره ، ويفقد روحية الإيمان ، لا بد من أن يتحوّل إلى إنسان مزاجيّ تحكمه شهواته ، وتديره أهواؤه وتلعب به كما لو أنها رياح داخلية تحركها الغرائز والنوازع والمشاعر الملتهبة التي تحرق كل عناصر التعقل والاتزان في الإنسان.
* * *
المهتدون يزيدهم الله هدى وتقوى
(وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا) بهدى الله ، وساروا في النور المنطلق من أفق الإيمان ، وعملوا على تنمية غرس الهدى في عقولهم ومشاعرهم ، بالفكر والبحث والتخطيط (زادَهُمْ هُدىً) لأن الممارسة الواعية لكل مفردات الهدى الحيّة ، وإدارة الفكر فيها ، تمنح المضمون حيويّة وامتدادا وزيادة في النموّ. وهكذا يزيدهم الله هدى بذلك ، وبما يرزقهم من ألطافه الخفية ، لأن الله يرزق عباده المؤمنين ألطافه ، كما يرزقهم من عطاياه المادية ، جزاء لهم على ما عملوه وما فكروا فيه.
(وَآتاهُمْ تَقْواهُمْ) لأن الهدى كلما امتد في الحياة من خلال وضوح الرؤية للفكرة وللخط وللطريق ، كلما تحوّل إلى حالة في القلب والروح والضمير ، تتعمق في الشخصية لتحتوي كل أوضاعها وقضاياها ، بحيث ينطلق الانضباط على الخط في الممارسة من الانضباط في الفكر والعقيدة ، لتكون هناك تقوى في الفكر وفي العمل.
* * *