(خُشَّعاً) ؛ الخشوع : نوع من الذلة.
(الْأَجْداثِ) : جمع الجدث ، وهو القبر.
(مُهْطِعِينَ) : مقبلين.
* * *
المشركون يعرضون عن آيات الله
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ). هل الحديث عن اقتراب الساعة هو حديث يطال مرحلة نزول القرآن ، ليكون المقصود منه توجيه القلب إلى مراقبة الزمن وتأمل أفول الدنيا واقتراب يوم القيامة في كل يوم يذهب ، وفي كل مرحلة تنقضي ، ليستعد الإنسان لمواجهة يوم القيامة بالموقف المسؤول في الدنيا الذي ينفتح على الآخرة؟
أو هو حديث عن المرحلة التي تسبق نهاية الدنيا ، ليكون الحديث عن المستقبل بصيغة الماضي ، على أساس أنَّ تحقّق الحديث في المستقبل يجعله بمنزلة الحقيقة الحادثة؟
كلا الاحتمالين وارد ، وهو في كل منهما جزء من الأسلوب القرآني الذي يجعل يوم القيامة عنوانا متحركا في الفكر والحس والوجدان ، ليكون الغاية التي يتطلع الناس إلى الوصول إليها في أمان وسلام.
(وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) فقد قرروا مواجهة النبيّ بكلمات تشوّه صورته الرسالية ، بإسباغ صفة الساحر عليه ، الذي يتلاعب بمدارك الناس من خلال ما يثيره من تخيلات مثيرة تسرق منهم التفكير المتوازن ، والنظرة الواعية للأشياء. وهكذا يواجهون الآيات التي يمكن أن يوصلهم تأملها إلى قناعة يقينية ، بأنها أسلوب سحر يستطيع أن يحول بين الإنسان ونفسه ، أو بين الناس وأولادهم وإخوانهم ، ونحو ذلك. وقد نستطيع