ينتفع به أو صدقة تجري له أو ولد صالح يدعو له» (١). وفي ما رواه الصدوق في الخصال عن أبي عبد الله جعفر الصادق عليهالسلام قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته ، وصدقة مبتولة لا تورث ، وسنة هدى يعمل بها بعده ، أو ولد صالح يدعو له (٢).
والظاهر أن هذه الأمور لا تمثل استثناء من الآية ، بل هي نوع من السعي الممتد بامتداد أثره ، باعتبار أن البداية كانت من الإنسان بالطريقة التي تكفل له الاستمرار في العطاء.
وقد وقع الخلاف بين العلماء في غير ذلك من الأعمال التي يقوم بها الأحياء عن الأموات ، إمّا بطريق النيابة ، وإمّا بطريق إهداء الثواب ، فذهب الشافعي إلى عدم وصول الثواب إلى الميت استنباطا من هذه الآية ، لأنه ليس من عمله ولا من كسبه ، ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أمته ولا حثّهم عليه ، ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة.
ولكن هناك روايات متفرقة عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في ما روي عنه من طريق أهل البيت عليهالسلام ، دلّت على مشروعية ذلك ووصول الثواب إليهم مما لا يتسع المجال لبحثه هنا ، بل يترك إلى الأبحاث الفقهية التي تبيح تخصيص العام بما ثبت صحته عن رسول الله ، وقد قيل في القاعدة الأصولية : «ما من عام إلا وقد خص» ، مما يجعل البحث يتجه إلى الحديث عن مدى صحة السند.
* * *
__________________
(١) البحار ، م : ١ ، ج : ٢ ، باب : ٨ ، ص : ٣٥٠ ، رواية : ٧٠.
(٢) الكافي ، ج : ٧ ، ص : ٥٦ ، رواية : ٢.