قائمة الکتاب
أدلة القائلين بالعموم والجواب عنها
١٣٨سورة الفاتحة
سورة البقرة
ـ (وإذ قال موسى لقومه إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتّخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجهلين (67) قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لّنا ما هى قال إنّه يقول إنّها بقرة لّا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون (68) قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لّنا ما لونها
إعدادات
تفسير الشريف المرتضى [ ج ١ ]
تفسير الشريف المرتضى [ ج ١ ]
تحمیل
كلّ شخص باللفظ الموضوع له ، حتّى يقولوا : أزيد عندك؟ أفلان عندك؟ ويعدّوا كلّ عاقل ، لاستطالة ذلك ، فاختصروا بالعدول إلى لفظة من ، فيجب أن تقوم في الغرض مقام الاستفهام عن كلّ عاقل باسمه ، وقالوا في عموم لفظة ما مثل ذلك.
وثانيها : أن القائل إذا قال : «من دخل داري ضربته» حسن أن يستثني كلّ عاقل من هذه الجملة ، ومن شأن الاستثناء أن يخرج من الكلام ما لولاه لوجب دخوله تحته بدلالة قبح استثناء البهائم من هذه الجملة ، لما لم يجب دخولها فيه.
وثالثها : أنّ الاستغراق معنى معقول لأهل اللّغة ، وممّا تدعوهم الدّواعي إلى الاخبار عنه ، فلا بدّ أن يضعوا له عبارة تنبىء عنه ، كما فعلوا ذلك في كلّ شيء عقلوه من المعاني ، ودعتهم الدّواعي إلى الاخبار عنه ، وإذا وجب ان يضعوا عبارة ، فلا شيء من الألفاظ بذلك أولى من الألفاظ التي نذهب إلى عمومها.
ورابعها : أنّ العموم قد أكّد بتأكيد معيّن ، وكذلك الخصوص ، فكما اختلف التأكيدان في وضع اللغة لا بالقصد ، فكذلك يجب في المؤكّد.
وخامسها : أن لفظة «من» لا بدّ لها من حقيقة في وضع اللّغة ، وإذا لم يجز أن تكون موضوعة لبعض من العقلاء معيّن أو غير معيّن ، ولا لجميعهم على البدل ، وجب أن يكون الجميع على الاستغراق.
وسادسها : أنّا قد علمنا أنّ كلّ من أراد أن يخبر عن الاستغراق لا بدّ له من استعمال هذا الألفاظ الّتي نذهب إلى أنّها مستغرقة ، فيجب أن تكون موضوعة له ؛ لأنّه لا مندوحة عنها ، وجرى ذلك مجرى كلّ الحقائق الّتي يفزع فيها إلى العبارات الموضوعة لها.
والجواب عمّا ذكروه أوّلا : أنّكم قد اقتصرتم في قاعدة هذه الشبهة على الدّعوى ، ونحن لا نسلّم لكم أنّ من استفهم بلفظة «من» ولم يعرف من قصد المخاطب بعادة أو قرينة أنّه أراد الشّمول يحسن أن يجيبه بذكر كلّ عاقل وإنّما