للشيخ الطوسي في موضوع الفقه والذريعة للسيّد المرتضى وعدّة الأصول للشيخ الطوسي في موضوع أصول الفقه.
إن ما يمكن بيانه بالنسبة لمكانة بغداد وعلماء الشيعة فيها هو أنّ هذه المدينة لم تكن كبقيّة المناطق الشيعية من قبيل قم والري من حيث اختصاصهما بالشيعة وعدم وجود جوّ من الاختلاف والنقاشات المذهبيّة (١). فقد كانت بغداد وبحكم سكانها الّذين تنوعوا من حيث المذاهب والفرق مسرحا لهذا النوع من النقاشات والاختلافات المذهبيّة فبيئة كهذه تجعل اتباع كلّ مذهب يتحفزون لإثبات ما يؤمنون به.
فمع ملاحظة ما ذكر يتضح لنا السبب في غلبة الطابع العقلي والكلامي أوفقه الخلاف و... خصوصا في عصر الشيخ المفيد على الكتب الّتي تمّ تأليفها في مدينة بغداد.
ب ـ في إطار المذهب
١) تدوين القسم الأكبر من الكتب الأربعة في هذا العصر وكذا تأليف الكثير من الكتب والرسائل الكلامية والتفسيرية من قبل الشيخ المفيد وتلامذته. والّتي كانت تمثل اروع ما ألفه كبار علماء الشيعة.
__________________
ـ بعد أن بلغ صيت فضله وشهرته الآفاق ، فأرسل الملك إليه واستدعى حضوره لديه ، فحضر قدسسره مجلسه فرحب به وأدناه من نفسه ، وبالغ في تعظيمه وتكريمه وتبجيله ، وألقى إليه مسائل غامضة في المذهب فأجاب عنها بأجوبة شافية ، وأثبت حقّية المذهب ببراهين واضحة بحيث استحسنه الملك والحاضرون ، ولم يجد بدا من الاعتراف بصحّتها المخالفون ، وذكر النجاشي في جملة ككتبه : (ذكر مجلس الّذي جرى له بين يدي ركن الدولة ، ذكر مجلس آخر ، ذكر. مجلس الثالث ، ذكر مجلس رابع ، ذكر مجلس خامس). انظر معاني الأخبار ، ترجمة المؤلّف : ٢٦.
(١) فعلى سبيل المثال كان المحفزّ لتأليف بعض الكتب الّتي ألّفها الشيخ الصدوق في الدفاع عن المذهب الشيعي هو إشكاليات حصلت خارج محلّ سكناه. فمثلا كان للشيعة في نيشابور إشكالاتهم حول غيبة الإمام صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرجه) وكذا شبهات بعض كبار الفلاسفه في بخارا الّذين اشكلوها على الشيخ نجم الدين أبو سعيد محمّد بن الحسن القمّي في أمر الغيبة ، ولذلك تمّ تأليف كتاب كمال الدين راجع كمال الدين وتمام النعمة : ٢ و ٣. ولعلّ دعوة ابن ركن الدين البويهي إيّاه لاجراء مناظرة دليل على هذا المدّعى.