الّذي هو رسول باطن لديه ، وإن استرشد إلى ذلك بطريق أهل البيت عليهمالسلام والعلماء بحديثهم فلا بأس ، أمّا أن يتقيّد في ذلك بالنصوص ، ولا يتعداها ، فلا.
حصيلة المدرسة البغدادية والسيّد المرتضى
اتّضح في المقدّمة الأولى أن المذهب الشيعي كان قد خرج في أيّام السيّد المرتضى عن كونه مذهبا يعيش في زوايا بغداد إلى كونه مذهبا رسميا ، وقد كان هذا التغيير بحاجة إلى أدواته الخاصّة وذلك بمعنى أن الأمر في السابق لم يكن كما هو الحال فقد كان بالإمكان الاستناد إلى الإثباتات والأدلّة الّتي يقبلها الشيعة بشكل عام ، لكن ومع هذا الوضع الجديد فلا بد وأن تكون أدوات البحث والمناظرة قادرة على مواجهة جبهتين :
١) الجبهة الدفاعية مقابل الفئات السنيّة في مجالي الفقه والكلام ؛
٢) الجبهة الإصلاحية مقابل مدرسة الريّ وقم.
وبعبارة أخرى كان ينبغي على المدرسة البغدادية الاعداد للوصول إلى مشتركات بإمكانها الوقوف مقابل الجبهتين ، مشتركات يمكنها أن تكون حجّة مقابل الفئة الأخرى ويمكن الاستناد إليها في البحث.
المقدّمة : معيار حجيّة المعارف الدينية من منظار المدرسة البغدادية
كان هدف المدرسة البغدادية في مواجهة المسائل العلميّة والإجابة عليها تحصيل العلم الضروري أو الّذي ينتهي إلى الضروري. ولم يكن البغداديّون ليلحظوا فرقا بين العلوم الاعتبارية والحقيقية في هذه الخصيصة ؛ ولهذا سنشير في تأييدنا لهذا المدّعى إلى بعض ما ورد من كلام السيّد المرتضى بالنسبة للعلوم المختلفة :
١) أصول الفقه لقد كتب السيد المرتضى في كتابه «الذريعة» ما يلي :
«واعلم أن الغرض في أصول الفقه الّتي بينا أن مدارها إنّما هو على الخطاب وقد ذكرنا مهم أقسامه ، وما لا بدّ منه من أحواله. لما كان لا بدّ فيه