٤ ـ إحياء مراسم عيد الغدير
ومن جملة الشعائر الشيعية الّتي برزت في القرن الرابع وتحوّلت إلى مراسم احتفالية يقام فيها الفرح والسرور هي يوم الغدير المصادف للثامن عشر من شهر ذي الحجّة ، ولم تكن هذه المناسبة مستحدثة بعد القرن الرابع بل هي مراسم كانت تقام قبل ذلك بعيدا عن أعين الرقيب لكنّها تحوّلت إلى مراسم علنية في منتصف القرن الرابع وفي نفس السنة التي بدأت فيها إقامة مراسم العزاء الحسيني بشكل علني واعتيادي أي في سنة ٣٥٢ حيث بدأت مراسم الاحتفال والإضائة في ليلة ويوم الثامن عشر من شهر ذي الحجّة (١).
٥ ـ زيارة العتبات المقدّسة
لقد دأبت الشيعة بعد واقعة عاشوراء المأساوية على إحياء هذه الذكرى ولم تنس هذا المصاب العظيم واستمرّت في زيارتها لمثاوي شهداء تلك الواقعة وبقيّة الأماكن المتبرّكة لاستذكار مواقف تلك الثلّة الّتي نصرت الحسين عليهالسلام في زيارتها لمثاوي شهداء تلك الواقعة وبقية الأماكن المتبرّكة لاستذكار مواقف من نصر الحسين عليهالسلام.
لقد واجه زائري مرقد الإمام الحسين عليهالسلام في القرن الرابع مشاكل وضغوط عديدة ، فقد منع عنها المتوكّل العبّاسي كما هو معروف في كتب التاريخ وأيضا أمر أن تحرث أرض قبر الإمام الحسين وأن يمنع من يشد الرحال إليه. لكن مساعي المتوكّل لم تفلح في زلزلة عزم الشيعة فتحمّلوا مخاطر جمة وأعيد القبر إلى ما هو عليه وعاد زائروه متلهفين لزيارته.
وفي النصف الثاني من القرن الرابع وإلى حد ما في النصف الثاني من القرن
__________________
(١) يقول ابن أثير في حوادث هذه السنة : «وفيها ، في ثامن ذي الحجّة ، أمر معزّ الدولة بإظهار الزينة في البلد ، وأشعلت النيران بمجلس الشرّطة ، وأظهر الفرح ، وأظهر الفرح ، وفتحت الأسواق بالليل وقال ابن الجوزي أيضا : «في ليلة الخميس ثامن عشر ذي الحجّة : وهو يوم «غدير خم» أشعلت النيران ، وضربت الدبادب والبوقات ، وبكر الناس إلى مقابر قريش».