الأرضية الّتي سببت ازدهاره العلمي ثمّ نتناول في الفصل الثاني منهجيته العلميّة وفي فصل ثالث منهجيته التفسيريّة.
الفصل الأوّل
إنّ تكوينة الشخصيّة الإنسانيّة رهن بعوامل متعدّدة ، كما أنّ مستوى درجة التأثير في كلّ واحدة تناسب ارتباط الشخص بذلك العامل. فهذه العوامل تنقسم إلى عوامل الوراثة (١) والبيئة. كما أنّ العوامل البيئية بالذات لها اقسام متعدّدة.
إن دراسة حياة السيّد المرتضى والعوامل المؤثّرة في تكوينة شخصيّته مع ملاحظة العوامل الوراثيّة والبئيّة ، هي في الواقع مقدّمة للإجابة على الأسئلة المذكورة ولذلك سنعمد إلى دراسة هذه العوامل ضمن مقالتين :
المقالة الأولى :
لا يخفى على أحد تأثير عامل الوراثة على السيّد المرتضى ؛ ذلك لأنّه كان ينتسب إلى البيت العلوي من أبويه معا. فقد كان أبائه لأمّه من كبار العلماء وزعماء السياسة فيما اقترن اسم أجداده لأبيه بالعلم والرئاسة ونقابة العلويّين وسيتّضح هذا خلال بحثنا لهذا النسب الشريف :
نسبه من أبيه
أبوه الشريف أبي أحمد الحسين بن موسى بن محمّد الأعرج ابن موسى
__________________
(١) أظنّ أنه يكفي في بيان أهمّيّة عامل الوراثة ما نقله أصحاب السير من وقعة جمل قال ابن أبي الحديد المعتزلي : دفع أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الجمل رايته إلى محمّد ابنه وقد استوت الصفوف وقال له احمل فتوقّف قليلا فقال له احمل فقال يا أمير المؤمنين أما ترى السهام كأنّها شآبيب المطر في صدره فقال إدركك عرق من أمّك ثمّ أخذ الراية فهزها ثمّ قال : اطعن بها طعن أبيك تحمد لا خير في الحرب إذا لم توقد بالمشرفي والقنا المسدّد ثمّ حمل وحمل الناس خلفه فطحن عسكر البصرة. شرح نهج البلاغة ، ١ : ٢٤٤ ولا يخفى أن قوله عليهالسلام : «ادركك عرق من أمّك» لا يعني إلّا عامل الوراثة.