في سبيل الله تعالى ؛ لأنّهم يسمّون من أعتق عبده لوجه الله تعالى أنّه منفق لماله في سبيل الله تعالى ، والإنفاق اسم لاخراج الأموال في الوجوه المختلفة ، فلا وجه لاستبعاد ذلك (١).
[الثاني :] وممّا يظنّ إنفراد الإمامية به القول : بأنّ ولد الزنا لا يعتق في شيء من الكفارات ، وقد روى وفاقها عن عبد الله بن عمر وعطاء والشعبي وطاووس (٢) ، وباقي الفقهاء يخالفون ذلك (٣) ، دليلنا ـ بعد إجماع الطائفة ـ قوله تعالى : (وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ) وولد الزنا يطلق عليه هذا الاسم.
وقد رووا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : لا خير في ولد الزنا ، لا في لحمه ، ولا في دمه ، ولا في جلده ، ولا في عظمه ، ولا في شعره ، ولا في بشره ، ولا في شيء منه ، وإجزاؤه في الكفارات ، وإسقاط الحكم به عن الجاني ضرب كثير من الخير وقد نفاه الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم فإن تعلّقوا بظاهر من قوله تعالى : (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ)، قلنا : «نخصّص ذلك بدليل كما خصّصنا كلّنا أمثاله بدليل» (٤).
ـ (وَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصارٍ) [البقرة : ٢٧٠].
أنظر غافر : ١٨ من الذخيرة : ٥٠٤.
ـ (لَيْسَ عَلَيْكَ هُداهُمْ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) [البقرة : ٢٧٢].
أنظر البقرة : ٢٦ ، ٢٧ من الرسائل ، ٢ : ١٧٧ إلى ٢٤٧.
ـ (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) [البقرة : ٢٧٣].
أنظر آل عمران : ٢١ من الأمالي ، ١ : ٢٣٣.
ـ (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ مِنَ الْمَسِ) (٥) [البقرة : ٢٧٥].
__________________
(١) الذريعة ، ١ : ٣٥٧.
(٢) المغني (لابن قدامة) ، ١١ : ٣٧٢.
(٣) نفس المصدر.
(٤) الانتصار : ١٦٦.
(٥) أقول : فسّر السيّد رحمهالله عليه هذه الآية ضمن تفسيره للرواية الآتية.