غير مغفور ، إذ لم يجد في شخصه أيّ ضعف وهوان فبعد أن بالغ في الثناء عليه اردف قوله بذلك الكلام الهزيل القارص ، وقد قيل من قبل : الحسّاد يحسدون أكثر ممّا في المحسود لأنّ بعضهم يظنّ عند المحسود مالا يملك فيحسده عليه (١).
بقي رضوان الله تعالى عليه سجينا ، بعيدا عن أبنائه ، إلى أن مات عضد الدولة البويهي سنة ٣٧٢ هجرية ، فأطلق ولده شرف الدولة سراح الشريف أبي أحمد الحسين ، فرجع إلى بلده معزّزا مكرّما ، إلى أن وافقته المنية ، ليلة السبت لخمس بقين من جمادى الأولى سنة أربعمائة للهجرة ، فالتحق بالرفيق الأعلى عن سبع وتسعين سنة ، ودفن في داره أولا ، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مشهد جدّه الإمام الحسين عليهالسلام بمدينة كربلاء ، ووري جسده الطاهر في رواق الروضة المقدّسة عند جده إبراهيم بن الإمام موسى بن جعفر عليهماالسلام (٢).
نسبه من أمّه
أمّه السيّدة الجليلة العلويّة فاطمة بنت الناصر الصغير الحسن ابن أبي الحسين أحمد الناصر الكبير صاحب جيش أبيه بن علي بن الناصر لدين الله أبي محمّد الحسن بن أبي الحسن عليّ بن الحسن بن عليّ بن عمر الأشرف ابن الإمام عليّ زين العابدين ابن الإمام الحسين السبط الشهيد ابن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام (٣).
نشأت السيّدة فاطمة في بيت الإمامة ، والولاية ، والزعامة ، والرئاسة ، والقيادة ، فإن آباؤه كانوا جميعا من ملوك طبرستان ببلاد الديلم.
يقول السيّد المرتضى بصدد هذا في مقدّمته على كتاب الناصريات :
وأنا بتشييد علوم هذا الفاضل البارع كرم الله وجهه أحقّ وأولى ؛ لأنّه جدّي من جهة والدتي ؛ لأنها فاطمة بنت أبي محمّد الحسن بن أحمد أبي الحسين ،
__________________
(١) الشريف الرضي (الأميني) : ١٩.
(٢) مقدّمة الناصريات : ١٠ ـ ١١.
(٣) مقدّمة الناصريات : ٨.