مثل «حسين بن روح النوبختي» انفذ كتابه إلى قم لينظر فيه علمائها» (١).
ملامح المدرسة
الأولى : التوسعة في تدوين الحديث وجمعه
فقد كان تدوين الحديث قبل هذه الفترة لا يتجاوز التدوين الشخصي لما سمعه الراوي من الإمام مباشرة أو بصورة غير مباشرة مبعثرة حينا ومنتظمة في بعض الأحيان.
ولم يتّفق لأحد من المحدّثين والفقهاء في العصر الثاني أن يجمع ما صحّ في الأحكام من الأحاديث عن أهل البيت عليهمالسلام وينظم ذلك ، كما لوحظ في المجموعتين الحديثتين اللتين خلفتهما هذه المدرسة وهما : الكافي ومن لا يحضره الفقيه.
وهذه الخطوة ـ خطوة جمع الأحاديث وتنظيمها ـ تعدّ من حسنات هذه المدرسة ، فقد كثرت حاجة الفقهاء إلى مراجعة الروايات والأحاديث حين الحاجة ، وكانت الأحاديث منتشرة بصورة غير منظمة من حيث التبويب والجمع في آلاف الكتب والأصول والرسائل الّتي خلفها أصحاب الأئمّة ومحدثو الشيعة ، ولم يكن من اليسير بالطبع الإلمام بما ورد من أحاديث في مسألة لكلّ أحد.
فكانت محاولة الجمع والتبويب في هذه الفترة لسدّ هذه الحاجة.
الثانية : الرسائل الجوابية لون جديد من الكتابة الفقهية
فقد كانت الشيعة تسأل الفقهاء من أطراف العالم الإسلامي ما يعرضها من
__________________
(١) قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة : ٣٩٠ «أخبرني الحسين بن عبيد الله ، عن أبي الحسن محمّد ابن داود القمّي ، قال : حدّثني سلامة بن محمّد قال : أنفذ الشيخ الحسين بن روح رضى الله عنه كتاب التأديب إلى قم ، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم : انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه شيء يخالفكم؟ فكتبوا إليه : إنّه كلّه صحيح ، وما فيه شيء يخالف إلّا قوله : في الصاع في الفطرة نصف صاع من طعام ، والطعام عندنا مثل الشعير من كلّ واحد صاع.