كان يدرّس ولدي المتوكّل وهم عبد الله المعتزّ وإبراهيم المؤيّد وفي يوم خاطبه المتوكّل قائلا : أيهما أحبّ إليك ابني هذين أو الحسن والحسين فأجابه ابن السكّيت قائلا : لقنبر (غلام عليّ عليهالسلام) أحبّ إليّ من ابنيك هذين ، فأمر المتوكّل أن تبقر بطنه أو على نقل آخر أمر ان يقطع لسانه من قفاه.
أو كما ورد في حكاية أخرى عن قافلة كانت تتّجه من قم إلى إصفهان فجهر أحدهم بكلام يظهر فيه اعتقاده الشيعي فما كان من الحاكم ألّا أن قتل مجموعة من تلك القافلة ومنذ القرن الرابع وما بعده وخصوصا منذ بداية النصف الثاني من ذلك القرن استطاع أمراء الديلم أن يسلبوا الخليفة اختياراته وحوّلوا بغداد إلى مركز حكومتهم وبذلك زال الكثير من هذا الضغظ والمنع ، نعم كانت تحدث بعض الخصومات والنزاعات بين الشيعة والسنّة والّتي كان يحركها في الغالب الحكّام ، وفي غير هذا كان إظهار العقائد الشيعية من دون مانع.
إظهار الشعائر الشيعيّة
المقصود من الشعار هنا هو الأمور الّتي يكون ابرازها من مختصّات اتباع المذهب الشيعي لكن هذا الاختصاص لا يعني أنّ هذه الشعارات لم تكن لها جذور إسلامية ، وأنّ الشيعة هم إبتدعوها ، بل إنّ لهذه الشعائر منطلقاتها الإسلامية سواء في زمن الأئمّة الأطهار أو في الأزمنة اللاحقة لكن هذه الشعائر كانت تقام في الخفاء أيّام الحكومات الظالمة الّتي كانت تشدّد ضغطها على الشيعة. وهكذا كانت بعض هذه الشعائر تنساق في مسير النسيان وذلك ضمن متقلبات الوقائع التاريخية.
لكن هذه الشعائر بدأت تظهر إلى العلن بحدّ ما وذلك في منتصف المئوية الرابعة والخامسة. وسنذكر هنا عدّة شعائر كانت قد ظهرت بشكل جليّ في ذلك العصر :
١) جملة حيّ على خير العمل
إنّ ممّا لا شك فيه أنّ الصلاة تمثل أهمّ الأعمال ، إذا فذكر هذه الجملة في