الرابعة : التمسك بالأخبار في الأصول الاعتقادية.
إنّ هذه الخصيصة لمدرسة قم تتحصّل من نوع الآثار الاعتقادية للصدوق ، ككتاب التوحيد.
فعلى سبيل المثال كتب الشيخ صدوق في رسالة الاعتقادات :
«من قال بالتشبيه فهو مشرك ومن نسب إلى الإمامية غير ما وصف في التوحيد فهو كاذب وكلّ خبر يخالف ما ذكرت في التوحيد فهو موضوع مخترع وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو باطل وإن وجد في كتاب علمائنا فهو مدلس والأخبار الّتي يتوهّمها الجهّال تشبيها لله تعالى بخلقه فمعانيها محمولة على ما في القرآن من نظائرها» (١).
فكما يلاحظ هنا لا يوجد مكانة للعقل في منهج نقل الحديث الكلامي عند الشيخ الصدوق فهو يكتب على سبيل المثال : «الجدال في الله منهي عنه ؛ لأنه يؤدي إلى ما لا يليق به» ثمّ يضيف قائلا : «فأمّا الاحتجاج على المخالفين بقول الأئمّة أو بمعاني كلامهم لمن يحسن الكلام فمطلق ، وعلى من لا يحسن فمحظور محرم» (٢).
والملاحظ هنا من هذه العبارة أيضا عدم جواز تعدّي الروايات إلّا في ألفاضها لا أكثر.
وقد كتب السيّد المرتضى حول هذه الخصيصة ما يلي : «ألا ترى أن هؤلاء بأعيانهم قد يحتجون في أصول الدين من التوحيد والعدل والنبوّة والإمامة بأخبار الآحاد» (٣)
نقول : المنهج الكلامي المتّبع لدي جمهور الشيعة هو المنهج الّذي يقول إن أصول الدين ومسائل العقيدة لا بد أن يتوصّل الإنسان إليها بنفسه وبالاستعانة بعقله
__________________
(١) الاعتقادات في دين الإماميّة : ٢٢ و ٢٣.
(٢) الاعتقادات في دين الإماميّة : ٤٣.
(٣) الرسائل ، ١١ : ٢١١.