شاملة تحدث في نهاية هذا العالم هي (صيحة الموت) أو (صيحة الحياة) التي تقع في بداية القيامة.
وفي موردٍ واحد أشارت الآية إلى صيحة نهاية العالم.
فقد كانوا يسألون دائماً متى يتحقق الوعد الإلهي ..؟ وكانوا يظنون أنّ هذا الأمر عسير على الله سبحانه وتعالى ، فيقول الله تبارك وتعالى : ليس الأمر كما يعتقد هؤلاء : (ما يَنْظُرُوْنَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ).
وأشار في المورد الثاني إلى الصيحة الثانية (صيحة الإحياء) : (ان كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ).
والصيحة كما يقول الراغب في مفرداته ، في الأصل تعني تشقق الخشب أو اللباس المصحوب بالصوت ، ويطلق هذا الاصطلاح أيضاً على كل الأصوات والصرخات المرتفعة ، وتأتي أحياناً بمعنى طول القامة ، وذلك لأنّ الشجرة المرتفعة كأنّما تصرخ وتدعو الناس إليها.
ولكن صاحب كتاب مقاييس اللغة ذكر أنّ المعنى الأصلي للصيحة هو الصوت العالي و (تصيح) بمعنى تشقيق الخشب وهي كلمة أصلها واوي ، ويقول إنّها كانت في الأصل (تصوح) (فتأمّل).
على أيّة حال ، فإنّ المفسرين يرون أنّ الصيحة الاولى هي نفخة الصور الاولى والصيحة الثانية هي نفخته الثانية في حين أنّ الآية ٥١ من نفس السورة والتي تقع بين هاتين الآيتين قد أشارت صراحة إلى نفخة الصور ونشور الأموات من قبورهم ، وقيل لا منافاة بين الآيتين حيث إنّ الآية الثانية جاءت موضحة ومفسرة للآية الاولى ويكون مفهومها أنّ نفخة الصور الثانية ما هي إلّاصيحة عظيمة (فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ).
إنّ جميع هذه التعابير تدلل على حقيقة واحدة وهي أنّ نهاية الدنيا وبداية قيام الساعة أمر سهل يسير على الله القادر سبحانه وتعالى ولا مبرر لعجب المخالفين من وقوع هذا الأمر ، فالكل يموت بصيحة واحدة عظيمة ثم يصبحون رميماً وتراباً وبصيحة عظيمة اخرى يرجعون مرّة اخرى إلى الحياة ، ويحضرون جميعاً أمام الله تبارك وتعالى.