هذا ما رواه ابن سعد في «الطبقات الكبرى» عن النبي صلىاللهعليهوآله بشأن هوذة. وروى الكليني في «روضة الكافي» بسنده عن أبان البجلي الكوفي عن الباقر عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله أنه كان يقول بشأن ثمامة بن أثال : اللهم أمكنّي من ثمامة! فأسرته خيل للنبيّ صلىاللهعليهوآله. فقال له رسول الله : انّي مخيّرك واحدة من ثلاث : أقتلك! قال : إذا تقتل عظيما ، أو افاديك. قال : إذا تجدني غاليا. أو أمنّ عليك. قال : إذا تجدني شاكرا. فقال صلىاللهعليهوآله : فانّي قد مننت عليك. فقال : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّك محمد رسول الله. وقد والله علمت أنّك رسول الله حيث رأيتك ، و (لكنّي) ما كنت لأشهد بها وأنا في الوثاق! (١).
__________________
وراجع مكاتيب الرسول ١ : ١٣٦ ـ ١٣٩ ويلاحظ أنه صلىاللهعليهوآله لم يحوّله على رضا المسلمين واختيارهم له!
(١) روضة الكافي : ٢٤٩. ورواه ابن اسحاق عن أبي هريرة قال : خرجت خيل لرسول الله فأخذت رجلا أتوا به رسول الله فقال : هذا ثمامة بن أثال الحنفي ، أحسنوا إساره ، وأمر أن تمرّ ناقته عليه ليحتلبها غدوة وعشيا ، وقال لأهله : ابعثوا إليه ما عندكم من طعام. وكان النبيّ يدعوه إلى الإسلام فلا يسلم ، فمكث مدة ثم أمر النبي بإطلاقه. فلما أطلقوه أتى البقيع فتطهّر ثم أقبل حتى بايع النبيّ على الإسلام. وروى ابن هشام : أنّه حين أسلم قال لرسول الله : لقد كان وجهك أبغض الوجوه إلي ، ولقد أصبح وهو أحبّ الوجوه إلي. ثم خرج معتمرا فلما قدم مكة ـ وكان أول من دخل مكة يلبّي ـ قالوا له : أصبوت يا ثمام؟! فقال : لا ، ولكنّي اتّبعت خير الدين دين محمد ، ولا والله لا تصل إليكم حبّة من اليمامة حتى يأذن فيها رسول الله. ثم خرج إلى اليمامة فمنعهم أن يحملوا إلى مكة شيئا. فكتبوا إلى رسول الله : «انّك تأمر بصلة الرحم وقد قطعت أرحامنا : قتلت الآباء بالسيف والأبناء بالجوع!» فكتب رسول الله إلى ثمامة أن يخلّي بينهم وبين حمل الحبوب إليهم ، فحملت. ٤ : ٢٨٧ ، ٢٨٨.
ورواية أبي هريرة : وقد أسلم في السابعة ، وكونه أول من لبّى بمكة يدلان على أن ذلك بعد خيبر وقبل عمرة القضاء ، ولذلك ذكرنا الخبر هنا.