فروى الواقدي عن أبي هريرة قال : لما رأينا المشركين في مؤتة رأينا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع ، والديباج والحرير والذهب ، فبرق بصري. فقال لي ثابت بن أقرم : يا أبا هريرة ، مالك؟ كأنّك ترى جموعا كثيرة؟! قلت : نعم. فقال : لو كنت تشهدنا في بدر ، انا لم ننصر بالكثرة! (١).
وعن الصادق عليهالسلام قال : لما التقوا يوم مؤتة كان جعفر بن أبي طالب على فرس ، فنزل عن فرسه فعرقبها (٢) بالسيف ، فكان أوّل من عرقب في الإسلام (٣).
قال ابن اسحاق : فقاتل وهو يقول :
يا حبّذا الجنة واقترابها |
|
طيّبة وباردا شرابها |
والروم روم قد دنا عذابها |
|
كافرة بعيدة أنسابها |
عليّ إذ لاقيتها ضرابها |
وقال ابن هشام : إنّ جعفر بن أبي طالب أخذ اللواء بيمينه فقطعت ، فأخذه بشماله فقطعت ، فاحتضنه بعضديه حتى قتل رضي الله عنه ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة (٤).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٧٦٠ ، ٧٦١.
(٢) عرقبها : قطع عرقوبها ، والعرقوب في رجل الدابة كالركبة في يدها وقيل : هو الوتر الذي بين مفصل الساق والقدم.
(٣) المحاسن للبرقي ٣ : ٤٧٧ وفروع الكافي ٥ : ٤٩ ، الحديث ٩. والتهذيب ٦ : ١٧٠ ، الحديث ٦. وجواز ذلك في الحرب لكي لا يأخذ الفرس العدو فيفيد منه في حرب الإسلام.
(٤) سيرة ابن هشام ٤ : ٢٠. فروى الطبرسي في إعلام الورى عن أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي عن الفضيل بن يسار عن الإمام الباقر عليهالسلام قال : اصيب يومئذ جعفر وبه خمسون جراحة ، خمس وعشرون منها في وجهه. اعلام الورى ١ : ٢١٣.
وروى الواقدي : أنّ رجلا من الروم قطعه نصفين فوجد في نصفه بضع وثلاثون