الكعبي الخزاعي رأس خزاعة ، فخرج في اربعين راكبا من خزاعة (١) صبح الواقعة (٢) يخبرون رسول الله بالذي أصابهم ، وأن صفوان بن اميّة حضر ذلك في رجال من قومه متنكّرين فقاتلوهم بأيديهم ، وأعانوهم بالرجال والسلاح والكراع ، فهم يستنصرون رسول الله عليهم. فقدم على رسول الله المدينة ، ودخلوا مسجده وهو جالس بين ظهراني الناس ، وقام يستأذن النبيّ ينشده شعرا ، فأذن له ، فقال :
لا همّ إني ناشد (٣) محمّدا |
|
حلف أبينا وأبيه الأتلدا (٤) |
قد كنتم ولدا وكنّا والدا (٥) |
|
ثمّت أسلمنا (٦) ولم ننزع يدا |
فانصر هداك الله نصرا أعتدا (٧) |
|
وادع عباد الله يأتوا مددا |
فيهم رسول الله قد تجرّدا (٨) |
|
إن سيم خسفا وجهه تربّدا |
في فيلق كالبحر يجري مزبدا (٩) |
|
إنّ قريشا اخلفوك الموعدا |
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٧٨٩.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٧٩٢.
(٣) ناشد : طالب.
(٤) الأتلد : الأقدم ، وابوه الأقدم جدّه عبد المطّلب.
(٥) لا يعني الولد الذكر بل الوالدة ، فوالدة قصيّ : فاطمة بنت سعد الخزاعية ، ووالدة عبد مناف منهم أيضا. فهذه الأواصر هي التي استتبعت الحلف مع عبد المطلب.
(٦) لم يثبت إسلام عمرو بن سالم يومئذ ، نعم كان قد أسلم بعضهم ولم يهاجر ، ولعله يعني : اسلم بعضنا وسالم سائرنا.
(٧) أعتد : المعدّ الحاضر.
(٨) تجرّد للأمر : تهيأ وأعدّ واستعد ، وشمّر فجرد ساعديه.
(٩) الفيلق : العسكر الكثير. المزبد : الهائج المائج.