ونقّضوا ميثاقك المؤكّدا |
|
وجعّلوا لي في كداء رصّدا (١) |
هم بيّتونا بالوتير هجّدا (٢) |
|
نتلوا القرآن ركّعا وسجّدا (٣) |
وزعموا أن لست أدعو أحدا |
|
وهم أذلّ وأقلّ عددا |
فلما فرغ ، قال الركب لرسول الله : إنّ أنس بن زنيم الدّيلي (النفاثي البكري من كنانة) قد هجاك. فأهدر رسول الله دمه (٤).
وقال لعمرو بن سالم : نصرت يا عمرو بن سالم (٥). ثم قال : لكأنكم بأبي سفيان قد جاء يقول : جدّد العهد ، وزد في الهدنة! وهو راجع بسخطه (٥).
ثم عرضت سحابة في السماء ، فنظر إليها رسول الله وتفأّل بها فقال : إن هذه السحابة لتستهلّ بنصر بني كعب (من خزاعة) (٧). ثم قام وهو يجرّ طرف ردائه ويقول : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب! ثم قال لعمرو بن سالم وأصحابه : ارجعوا وتفرّقوا في الأودية (٨) (لئلا يعلم خبرهم). ثم دخل دار ميمونة بنت الحارث الهلالية (التي تزوّجها في عمرة القضاء) وقال : اسكبوا لي ماء. فجعل يغتسل ويقول : لا نصرت إن لم أنصر بني كعب! (٩).
__________________
(١) كداء : جبل بمكة قرب المعلاة والحجون. رصّد : جمع الراصد.
(٢) هجّد : جمع الهاجد : النائم والقائم من الأضداد.
(٣) القران بتخفيف الهمزة ، ويعني من قتل منهم مسلما من القتلى ٢٣ شخصا ، ولم يعرف من هو المسلم منهم.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٧٨٩. وابن اسحاق في السيرة ٤ : ٣٦ واعلام الورى ١ : ٢١٥.
(٥) و (٦) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٣٧.
(٧) ابن اسحاق في السيرة ٤ : ٣٧. ومجمع البيان ١٠ : ٨٤٥.
(٨) مغازي الواقدي ٢ : ٧٩١.
(٩) إعلام الورى ١ : ٢١٥. ورواها الواقدي عن عائشة في بيتها. قال ابن اسحاق :