لانهم كانوا أهل شجاعة ، وكان هؤلاء جميعا من حصن ناعم (١) وأبو الحكم سلّام بن مشكم كان مريضا وكان في حصن النطاة فقيل له : انه لا قتال فيك فكن في حصن الكتيبة ، فلم يقبل ، فقتل مريضا (٢).
وروى المفيد عن ابن هشام وابن اسحاق وغيرهم قالوا : لما قتل أمير المؤمنين عليهالسلام مرحبا ، رجع من كان معه واغلقوا باب الحصن عليهم دونه ، فصار إليه أمير المؤمنين عليهالسلام فعالجه حتى فتحه ... فأخذ باب الحصن فجعله على الخندق جسرا لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم.
وروى بسنده عنه عليهالسلام قال : لما عالجت باب خيبر جعلته مجنّا لي وقاتلت القوم ، فلما أخزاهم الله وضعت الباب على حصنهم طريقا ثم رميت به في خندقهم (٣).
وروى ابن اسحاق بسنده عن أبي رافع القبطي مولى رسول الله قال : لما بعث رسول الله علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) برايته خرجنا معه ، فلما دنا من الحصن خرج إليه اهله فقاتلهم ، فضربه رجل من اليهود فطاح ترسه من يده ، فتناول علي عليهالسلام بابا كان عند الحصن فترّس به عن نفسه ، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، فلما فرغ ألقاه من يده (٤).
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦٥٧ ، ٦٥٨.
(٢) مغازي الواقدي ٢ : ٦٧٩.
(٣) الارشاد ١ : ١٢٧ و ١٢٨.
(٤) سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٩ ، ٣٥٠ ورواه الطبرسي في مجمع البيان ٩ : ١٨٢ عن دلائل النبوة للبيهقي ٤ : ٢١٢ ثم نقل عنه عن الامام الباقر عليهالسلام عن جابر بن عبد الله الأنصاري : أن عليا عليهالسلام حمل الباب يوم خيبر فصعد المسلمون عليه فاقتحموها ، وانه حرك بعد