ويبدو أن مبارزة مرحب وقتله وفتح حصون الناعم من حصون النطاة كان آخر الأمر ، فهناك أخبار من قبل ذلك ، منها :
برز ياسر (١) ، وكان من أشداء اليهود ، وكانت معه حربة يسوق بها المسلمين سوقا ، فبرز له علي عليهالسلام ، فقال له الزبير بن العوام : أقسمت عليك الا خلّيت بيني وبينه ، فتركه علي عليهالسلام. وأقبل ياسر يسوق بحربته الناس ، فبرز له الزبير ، فقالت أمه صفية بنت عبد المطلب عمة النبيّ : يا رسول الله وا حزنا! ابني يقتل يا رسول الله! فقال : بل ابنك يقتله. فاقتتلا فقتله الزبير. فلما قتل ياسر ومرحب قال رسول الله : أبشروا قد ترحبت خيبر وتيسّرت!
وبرز عامر ، وكان رجلا جسيما طويلا ، يخطر بسيفه وعليه درعان مقنّع في الحديد يصيح : من يبارز؟! ورآه النبي طويلا فقال : أترونه خمسة أذرع؟! فبرز إليه علي عليهالسلام فضربه ضربات لم تصنع فيه شيئا ، حتى ضرب ساقيه فبرك ثم أجهز عليه وأخذ سلاحه.
وقتل من اليهود ناس كثير ، وإنمّا سمّي اسير وياسر وعامر والحارث ومرحب
__________________
ـ فاخبر سلمة بن عمر الاكوع ابن اخيه رسول الله وسأله عن ذلك. فقال رسول الله : انه لشهيد ، وصلّى عليه ، فصلّى عليه المسلمون معه. سيرة ابن هشام ٣ : ٣٤٣ هذا وقد روى الواقدي نفسه عن سلمة بن الاكوع أن عامر بن الاكوع قتل في حصار حصن الصعب بن معاذ بعد عشرة أيام من وصولهم خيبر ٢ : ٦٥٩ و ٦٦١ ، ٦٦٢.
ودفن معهم العبد الأسود اليهودي الذي اسلم وتبع عليا عليهالسلام فقاتل حتى قتل ، فقال رسول الله : لقد كرم الله هذا العبد الأسود ... ولقد رأيت عند رأسه زوجتين من الحور العين ٢ : ٦٤٩ ، ٦٥٠.
(١) أخو مرحب ، مغازي الواقدي ٢ : ٦٧٩.