الساسانيّين على البحرين كتابا أسنده الزيلعي الى الواقدي في «كتاب الردّة» أسنده عن عكرمة مولى ابن عباس قال : وجدت هذا الكتاب في كتب ابن عباس بعد موته فإذا فيه : بعث رسول الله العلاء بن الحضرمي الى المنذر بن ساوى ، وكتب إليه كتابا يدعوه فيه الى الاسلام :
«بسم الله الرحمن الرحِيم ، من محمد رسول الله الى المنذر بن ساوى سلام على من اتّبع الهدى ، أما بعد ، فاني أدعوك الى الإسلام ، فأسلم ، تسلم ، أسلم يجعل الله لك ما تحت يديك ، واعلم أن ديني سيظهر الى منتهى الخفّ والحافر» وختم رسول الله الكتاب : محمد رسول الله (١).
وكان المنذر المقدم في تميم البحرين تابعا لكسرى ملك فارس مجوسيا ، وكان قاعدة ملكه هجر ، وهو الذي يعشّر سوقها (٢) ومعه سيبخت الفارسي. فلما أوصل العلاء الكتاب الى المنذر وقرأه قال له : يا منذر ، انّك عظيم العقل في الدنيا ، فلا تقصّرن عن الآخرة ، إنّ هذه المجوسية شرّ دين ، ينكح فيها ما يستحى نكاحه ، وتأكلون ما ينكره من اكله ، وتعبدون في الدنيا نارا تأكلكم يوم القيامة ، ولست بعديم العقل والرأي ، فانظر هل ينبغي لمن لا يكذّب في الدنيا أن لا تصدّقه؟! ولمن لا يخون أن لا تأتمنه؟! ولمن لا يخلف أن لا تثق به؟! فان كان أحد هكذا فهذا هو النبيّ الامّي الذي ـ والله ـ لا يستطيع ذو عقل أن يقول : ليت ما أمر به نهى عنه أو ما نهى عنه أمر به (٣)!
__________________
(١) نصب الراية للزيلعي ٤ : ٤٢ عن كتاب الردّة للواقدي ، وليس في النص الجزية ، فلا يصح ما في فتوح البلدان. وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٣٥٤ وقارن : ٣٧٩ ، ٣٨٣ و ١ : ٢٠٩.
(٢) انظر فتوح البلدان : ١٠٧ ومعجم البلدان ١ : ٣٤٦ ـ ٣٤٩ ونهاية الارب : ٤٣٥ والمفصّل ٤ : ٢٠٣ و ٢١٠ وجمهرة النسب : ٢٠١ ، ومكاتيب الرسول ٢ : ٣٥٧ ، ٣٥٨.
(٣) الروض الانف ٣ : ٢٥٠.