وعلى ما رواه عن تفسير العياشي عن الباقر عليهالسلام ، فهو أكثر ما روى عنهم عليهمالسلام هنا تفصيلا.
وروى الكليني في «الكافي» بإسناده عن زرارة عنه عليهالسلام أيضا : أنّه صلىاللهعليهوآله حرّم عليه جاريته مارية القبطيّة وحلف أن لا يقربها ، فجعل الله عليه الكفّارة لحلفه وليس على تحريمه (١) وذلك قوله سبحانه : (قَدْ فَرَضَ اللهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ وَاللهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)(١).
وروى القمي في تفسيره بسنده عن الصادق عليهالسلام أخصر إشارة إلى ذلك في قوله سبحانه في مفتتح السورة : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ، قال : اطّلعت حفصة وعائشة على النبيّ صلىاللهعليهوآله وهو مع مارية ، فقال النبيّ : والله ما أقربها ، فأمره الله أن يكفّر عن يمينه (٣).
أمّا الطوسي في «التبيان» قبل الطبرسي فقد اكتفى عن الفرّاء والزجّاج بقوله : أسرّ إليها بأنّه سيلي الأمر بعده أبو بكر وعمر وعثمان ، فتباشروا بذلك فانتشر الخبر. واكتفى من أخبارهم عليهمالسلام بقوله : روى أصحابنا : أنّه أسرّ إلى عائشة بما يكون بعده من قيام من يقوم بالأمر ودفع عليّ عليهالسلام عن مقامه ، فبشّرت بذلك أباها ، فعاتبهم الله على ذلك (٤) وهذا من بعد ما نقل عن زيد بن أسلم وابن زيد والشعبي وقتادة ومسروق والضحّاك والحسن بن أبي الحسن البصري قال : كانت حفصة بنت عمر زارت عائشة ، فخلا بيتها ، فوجّه رسول الله إلى مارية القبطيّة ، فكانت معه ، وجاءت حفصة ... فغارت عليه من أجلها! فحرّم رسول الله أمّ ولده إبراهيم :
__________________
(١) و (٢) فروع الكافي ، كما في الميزان ١٩ : ٣٣٧.
(٣) تفسير القمّي ٢ : ٣٧٥. وعليه فهذا تأريخ تشريع كفّارة اليمين في الإسلام.
(٤) التبيان ١٠ : ٤٦ ، ٤٧.