مارية القبطيّة على نفسه بيمين أن لا يقربها ، طلبا لمرضاة زوجته حفصة ، وأسرّ بذلك إليها. فأفضت بذلك إلى عائشة (١).
وفي قوله سبحانه في الآية الرابعة : (إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ ...) اكتفى الطوسي بقوله عن جميع أهل التأويل وعن عمر بن الخطّاب قال : إنّه سبحانه عنى حفصة وعائشة (٢).
وعيّن الطبرسي فقال : أورده البخاري في الصحيح عن ابن عباس قال : قلت لعمر بن الخطّاب : من المرأتان اللتان تظاهرتا على رسول الله صلىاللهعليهوآله؟ قال : حفصة وعائشة (٣).
ومرّ الحديث حول آية التخيير في سورة الأحزاب وكان مشتملا على أسماء نساء له تزوّجهنّ فيما بعد خيبر إلى عمرة القضاء في السنة الثامنة للهجرة ، ولذلك قلنا بتأخير هذا الحدث ، ومنه اعتزاله إيّاهنّ شهرا في مشربة أمّ إبراهيم.
وتفصيل خبر البخاري عنه عن عمر يشتمل على التصريح باعتزاله إيّاهنّ شهرا في مشربة أمّ إبراهيم ، وأنّه كان وهم يتحدّثون عن غزو غسّان والروم لهم ممّا بعث على غزوة تبوك في التاسعة. قال : إنّا معشر قريش كنا غالبين على نسائنا ، فلمّا قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم! فطفق نساؤنا يتعلّمن من نسائهم ، حتّى أنّي غضبت على امرأتي يوما فإذا بها تراجعني! فأنكرت عليها ذلك فقالت : وما تنكر من ذلك؟ فو الله إنّ أزواج النبيّ ليراجعنه ، وإنّ إحداهنّ تهجره النهار إلى الليل! فقلت لها : قد خابت وخسرت من فعلت منهنّ ذلك!
__________________
(١) التبيان ١٠ : ٤٥ و ٤٤.
(٢) التبيان ١٠ : ٤٧.
(٣) مجمع البيان ١٠ : ٤٧٤.