__________________
ـ وفي كتابه قصص الأنبياء : ٣٠٩ روى عن الصدوق بسنده عنه عليهالسلام قال : لما انتهى الى العقبة وقد جلس عليها أربعة عشر رجلا ثمانية من قريش (كما في خبر الباقر عليهالسلام) وستة من أفناء الناس ... فناداهم رسول الله : يا فلان ويا فلان ... انتم قعود لتنفروا ناقتي؟! وكان حذيفة خلفه فلحق به فقال له : يا حذيفة سمعت؟ قال : نعم ، قال : فاكتم.
وبناء على هذين الخبرين : فهل يفترض انّه صلىاللهعليهوآله لم يأمر الناس ـ بما فيهم حذيفة وعمار ـ بسلوك الوادي ولم يمنعهم من سلوك العقبة؟! أو كان ذلك ومع ذلك قال حذيفة : لا والله لا افارق رسول الله. كما في الخبر الأول عن الخرائج؟! ثم ما ذا عن عمّار؟ ثم في الخبر الثاني عن القصص : قال يا حذيفة سمعت؟ ولكن في الأول : قال : عرفتهم؟ قلت : نعم برواحلهم وهم متلثمون! وكيف يمكن ذلك؟! ثم أليس نهاه صلىاللهعليهوآله أن لا يخبر بهم أحدا وأمره بالكتمان؟ فهل كتم؟
وقد نقل الصدوق في الخصال ٢ : ٤٩٩ بسنده عن زياد بن المنذر بن الجارود العبدي المنسوب إليه فرقة الجارودية من الزيدية عن مشيخته عن حذيفة بن اليمان قال : الذين نفروا برسول الله ناقته (كذا!) في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور ، وأبو الدواهي ، وأبو المعازف وابوه ، وطلحة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأبو عبيدة ، والمغيرة ، وسالم مولى أبي حذيفة ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري ، وعبد الرحمن بن عوف. فهو إن كنّى عن اربعة فقد باح بعشرة!
ولهذا علّق محقق بحار الأنوار ٢١ : ١٣٨ الشيخ البهبودي يقول : انما أراد صلىاللهعليهوآله أن يستر عليهم ليتمّ ابتلاء المسلمين وليجري قضاء الله بافتتان امته ، وعليه فأمره صلىاللهعليهوآله لحذيفة بالكتمان لم يكن مولويا وانما كان ارشاديا (كذا) ولذلك نرى حذيفة اكتتم ذلك طول حياته وبعد وفاته صلىاللهعليهوآله ولكنه في أواخر عمره حين تم الافتتان كان يعرّض أحيانا ويصرّح اخرى بأسماء بعضهم كأبي موسى الأشعري.
فقد روى ابن شاذان (م ٢٦٠ ه) في الايضاح : ٦١ والطبري الامامي (ق ٤) في المسترشد : ١٣ ط. النجف و ١٥٨ ط. قم بسند واحد عن حذيفة قال : والله ما في أصحاب