الامام العسكري عليهالسلام قال : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله أمر في منتصف الليل بالرحيل وأمر مناديه فنادى : الا لا يسبقن رسول الله أحد الى العقبة ولا يطؤها حتى يجاوزها رسول الله. ثم أمر حذيفة أن يقعد في أصل العقبة فينظر من يمرّ بها فيخبر رسول الله!
فقال حذيفة : يا رسول اني أتبيّن الشرّ في وجوه رؤساء عسكرك ، واني أخاف ان قعدت في أصل الجبل وجاء منهم من أخاف أن يتقدّمك الى هناك للتدبير عليك ، يحسّ بي فيكشف عنّي فيعرفني ويخافني فيقتلني!
فقال رسول الله : انك اذا بلغت أصل العقبة فاقصد اكبر صخرة هناك الى جانب أصل العقبة ... وجاءوا على جمالهم ... يقول بعضهم لبعض : من رأيتموه هاهنا كائنا من كان فاقتلوه لئلا يخبروا محمّدا انهم قد رأونا هنا فينكص محمّد ولا يصعد هذه العقبة الا نهارا ، فيبطل تدبيرنا عليه ... ثم تفرقوا فبعضهم عدل عن الطريق المسلوك وصعد الجبل ، وبعضهم وقف على سفح الجبل عن يمين وشمال وهم يقولون : ألا ترون أجل محمّد كيف أغراه فمنع الناس من صعود العقبة حتى يقطعها هو لنخلوا به هاهنا فيمضي فيه تدبيرنا وأصحابه عنه بمعزل؟!
فلما تمكّن القوم على الجبل حيث أرادوا ... أقبل حذيفة فأخبر رسول الله بما رأى وسمع. فقال رسول الله : أو عرفتهم بوجوههم؟ قال : يا رسول الله كانوا متلثّمين ، ولكنّي عرفت أكثرهم بجمالهم ، ولما فتّشوا الموضع ولم يجدوا أحدا أحدروا اللثام فرأيت وجوههم فعرفتهم بأعيانهم وأسمائهم : فلان فلان ...
فقال رسول الله : يا حذيفة اذا كان الله يثبّت محمّدا لم يقدر هؤلاء ولا الخلق أجمعون أن يزيلوه ، ان الله تعالى بالغ أمره ولو كره الكافرون.
__________________
ـ رسول الله أحد أعرف بالمنافقين منّي ، وأنا أشهد أن أبا موسى الأشعري منافق! وانظر الاستيعاب بهامش الاصابة : ٢٧٣. وسيأتي مثل ذلك في منصرف النبيّ من غدير خم.