__________________
ـ يا حذيفة هل عرفت أحدا من الركب الذين رددتهم؟ قال : يا رسول الله كان القوم متلثّمين ومن ظلمة الليل فلم ابصرهم وعرفت راحلة فلان وفلان.
فروى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : ان رسول الله سمّى لحذيفة وعمّار اهل العقبة الذين أرادوا بالنبي وهم ثلاثة عشر رجلا.
وروى بسنده عن نافع بن جبير قال : لم يخبر رسول الله أحدا الّا حذيفة ، وهم اثنا عشر رجلا. ثم ادّعى : ليس فيهم قريشيّ. ودعمه الواقدي ، بينما روى بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن عمار قال : اشهد ان الخمسة عشر رجلا اثنا عشر رجلا منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد!
قال : ولما خرج رسول الله من العقبة نزل الناس ... فلما أصبح تقدم إليه اسيد بن حضير الأوسي فقال له : يا رسول الله ، ما منعك البارحة من سلوك الوادي فقد كان أسهل من العقبة؟ فقال : يا أبا يحيى ، أتدري ما أراد المنافقون البارحة وما همّوا به؟ قالوا : نتّبعه في العقبة فاذا أظلم عليه الليل قطعوا أنساع (حبال) ناقتي ونخسوها حتى يطرحوني من راحلتي! فقال اسيد : يا رسول الله ، فقد نزل الناس واجتمعوا ... فان احببت فنبّئني بهم فلا تبرح حتى آتيك برءوسهم! وأمرت سيد الخزرج [سعد بن عبادة] فكفاك من في ناحيته ، أومر كل بطن أن يقتل الرجل الذي همّ بهذا فيكون الرجل من عشيرته هو الذي يقتله ... فان مثل هؤلاء يتركون يا رسول الله؟! حتى متى نداهنهم وقد صاروا اليوم في القلة والذلة وضرب الإسلام بجرانه (برقبته ـ استقر) فما يستبقى من هؤلاء؟!
فقال رسول الله لاسيد : اني اكره أن يقول الناس : إنّ محمّدا لما انقضت الحرب بينه وبين المشركين وضع يده في قتل أصحابه! فقال : يا رسول الله ، فهؤلاء ليسوا بأصحاب! قال رسول الله : أليس يظهرون شهادة أن لا إله إلّا الله؟ قال : بلى ، ولا شهادة لهم! قال : أليس يظهرون اني رسول الله؟ قال : بلى ولا شهادة لهم! قال : فقد نهيت عن قتل اولئك. مغازي الواقدي ٢ : ١٠٤٢ ـ ١٠٤٥.