المتخلّفين ١١٧ و ١١٨ ، وعليه فالفصل المحتمل بين ارجائهم وقبول توبتهم اما قبل آيات مسجد الضرار أو بعدها.
وقال : لا تكاد تجتمع الروايات المنقولة على كلمة بشأن ما اختصّ علي عليهالسلام بتأديته من آيات البراءة من عهود المشركين : فمنها ما يدلّ على ان الآيات كانت تسعا ، واخرى عشرا ، واخرى ست عشرة ، واخرى ثلاثين ، واخرى ثلاثا وثلاثين ، واخرى سبعا وثلاثين ، واخرى أربعين (١) ثم لم يقل متى نزلت هذه؟ فهل نزلت كما بعدها بعد العقبة وقبل المدينة؟ أي قبل آخر شهر رمضان كما مرّ ، وتركت حتى منتصف ذي القعدة بعد موت ابن ابي؟ بينما ظاهر أخبارها عدم الفصل المعتد به بين نزولها وارسالها مع أبي بكر اولا ثم مع علي عليهالسلام ثانيا ، لموسم الحج كما سيأتي.
ولهذا رجّحنا نحن خبر الثعلبي في تفسيره بنزول السورة مرة واحدة (٢) يومئذ.
اما الآية : ٩٤ : (إِذا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ) فقد قال الطوسي في تفسيرها : أخبر الله تعالى ان هؤلاء القوم ... اذا عاد النبي والمؤمنون كانوا يجيئون إليهم يعتذرون عن تأخرهم (٣) فهو يقول : كانوا يجيئون. فكأنه اخبار عن الماضي وليس المضارع.
في الآية : ٨٣ : (فَإِنْ رَجَعَكَ اللهُ إِلى طائِفَةٍ مِنْهُمْ) ردّد الرجوع بين : تصيير الشيء الى المكان الذي كان فيه ، وبين التصيير الى الحالة التي كان عليها (٤)
__________________
(١) الميزان ٩ : ١٧٥ وفي التبيان ٥ : ٢٢٤ : عن أبي الضحى قال : ان أول ما نزل من سورة براءة قوله سبحانه : (انْفِرُوا خِفافاً وَثِقالاً) : ٤١ فالأربعون الاولى نزلت فيما بعد للبراءة. وفيه عن مجاهد قال : ان اول ما نزل منها : (لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) : ٢٥ فما قبلها نزلت بعدها للبراءة ولم يروهما الطبرسي في مجمع البيان.
(٢) مجمع البيان ٥ : ٤.
(٣) التبيان ٥ : ٢٨١.
(٤) التبيان ٥ : ٢٧٠.