وقد ذكرنا المطففين والبقرة ، ونزول الأنفال في تقسيم الغنائم ، والأنفال عقيب القتال في حرب بدر في أواخر الثانية للهجرة ، وظاهر هذا وتلك الأخبار نزول آل عمران بعد الأنفال في الثالثة من الهجرة مثلا.
بينما مرّ عن «التبيان» و «مجمع البيان» عن الربيع بن أنس وابن اسحاق والكلبي : أنّ سورة آل عمران الى نيف وثمانين آية منها نزلت في وفد نجران (١).
ومرّ أيضا أنّ مباهلة وفد نجران كانت في الرابع أو الخامس والعشرين من ذي الحجة ، وفي سنة المباهلة وإن كان العلّامة الأحمدي يقول : لا خلاف في المؤرخين أن وفودهم كان العام العاشر للهجرة (٢) إلّا أنّه مرّ في نصّ المعاهدة أنّه : «لا يؤخذ منهم شيء غير ألفي حلة ... يؤدّون ألفا منها في صفر ، وألفا منها في رجب» وسيأتي أن رسول الله صلىاللهعليهوآله يبعث عليا عليهالسلام إليهم الى اليمن ، ثم يخرج هو صلىاللهعليهوآله لحجة الوداع في أواخر السنة العاشرة للهجرة ، فيلتحق به علي عليهالسلام ومعه الحلل النجرانية فإذا كان هذا في السنة العاشرة وجب أن يكون عهد الصلح قد وقع في ذي الحجة للعام التاسع للهجرة (٣). ومعنى هذا أن يكون النيف والثمانون آية من آل عمران قد نزلت في أواخر العام التاسع وليس في غضون السنة الثالثة. اللهم إلّا أن يعدّ هذا الخبر عن الربيع بن أنس وابن اسحاق والكلبي بنزول النيف والثمانين آية من آل عمران في وفد نجران ، استثناء من الأخبار السابقة بنزولها ثالثة أو رابعة السور المدنية.
__________________
(١) التبيان ٢ : ٣٨٨ ومجمع البيان ٢ : ٦٩٥ والواحدي في أسباب النزول : ٨٤ عن المفسرين ، وابن اسحاق في السيرة ٢ : ٢٢٥.
(٢) مكاتيب الرسول ٢ : ٤٩٦.
(٣) وانظر وقارن : سيد المرسلين ٢ : ٦١٣.