وإذ كان عمرو بن حزم للأضحى في نجران ، روى الشافعي كما في مسنده : أنّه صلىاللهعليهوآله كتب إليه : أن عجّل الأضاحي وأخّر الفطر (١) أي عجّل الأضاحي قبل صلاة عيد الأضحى ، وأخّر الفطر بعد صلاة عيد الفطر.
ويبدو أنّه رحل الى نجران بأهله وهي حامل بابنه محمد ، وأنّها ولدته قبل نهاية السنة العاشرة ، فكتب بذلك إلى النبي صلىاللهعليهوآله فكتب إليه رسول الله : سمّه محمدا وكنّه أبا عبد الملك (٢)؟!
__________________
ـ حديث : عمّار تقتله الفئة الباغية ، بعد مقتل عمّار. وقتل ابنه محمد في وقعة الحرّة كما في اسد الغابة. وكان ابنه أبو بكر يحدث عن أبيه عن جده عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله : فاطمة بضعة مني يسخطني ما يسخطها ، وعنه رواه عمر بن عبد العزيز لبني أميّة لما ردّ فدك ونقموا عليه ذلك ، كما في الشافي ٤ : ١٠٣ ، وتلخيصه ٤ : ١٢٧ ، ١٢٨ ، وبهامشه مصادره ، وفيه أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كان والي عمر بن عبد العزيز على المدينة ومع هذا اضطرب خبر ظهور الكتاب : ففي كتاب الأموال لأبي عبيد القاسم بن سلام : ٩٣٣ بسنده عن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال : لما استخلف عمر بن عبد العزيز أرسل الى المدينة يلتمس كتاب رسول الله في الصدقات ، فوجد عند آل عمرو بن حزم كتابه إليه في الصدقات. فنسخ له. ونسخه محمد بن عبد الرحمن ، ونسخه منه عمرو بن هرم ، وعنه نقل أبو عبيد خبره.
وفيه : ٩٣٨ : أن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم كتب به الى عامل مكة محمد بن هشام ، زعموا أنّه الكتاب الذي كتب به رسول الله الى عمرو بن حزم.
فهل كان التماسه لكتاب النبي صلىاللهعليهوآله قبل استعماله لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فوجده عنده ثم استعمله؟ وهل كان إرساله لنسخة الكتاب الى محمد بن هشام عامل مكة قبل ذلك أو بعده؟ وهل هما كتابان أو كتاب واحد؟ وانظر مكاتيب الرسول ٢ : ٥٤٥ و ٥٤٨.
(١) مسند الإمام الشافعي ١ : ١٥٢.
(٢) الطبقات الكبرى ٥ : ٥٠ وط ٢ : ٦٩.