فاستثفرت وتمنطقت بمنطقة وأحرمت (١) وأهّلت بالحج (٢).
وإنما انتهى النبيّ الى ذي الحليفة عند الظهر ، ولكنّه بات فيه (ليلة الجمعة) ليجتمع إليه أصحابه والهدي ، فلما اجتمع إليه نساؤه جميعا في الهوادج ، وانتهى إليه اجتماع أصحابه والهدي (٣) وزالت الشمس اغتسل ثم خرج حتى أتى المسجد الذي عند الشجرة فصلّى فيه الظهر (٤) ركعتين (٥) ثم عزم بالحج مفردا (٦) ، ثم خرج فدعا بالهدي فأشعره في الجانب الأيمن ، وقلّده نعلين قبل أن يحرم ، أشعر هو بنفسه بدنة وقلدها وهو متوجه الى القبلة ، ثم أمر ناجية بن جندب الذي كان قد استعمله على بدنه أن يشعرها وكان معه فتيان من أسلم. وسأله : يا رسول الله ، أرأيت ما عطب منها كيف أصنع به؟
قال : تنحره وتلقي قلائده في دمه وتضرب به صفحته اليمنى ، ولا تأكل أنت منها ولا أحد من رفقتك (٧) ، وخرج حتى انتهى الى البيداء عند الميل الأول فصفّ له
__________________
(١) بحار الأنوار ٢١ : ٣٧٩ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٧٧.
(٢) المصدر السابق ٢١ : ٣٧٩ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٨٩.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٨٩ و ١٠٩٠ ، وفي إعلام الورى : أنّه أقام تلك الليلة لمخاض أسماء بنت عميس الخثعمية.
(٤) بحار الأنوار ٢١ : ٣٩٠ عن فروع الكافي ١ : ٢٣٣ و ٤ : ٢٤٥ ، ولم يصلّ الجمعة للسفر.
(٥) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٨٩ ، وفيه : وكان يصلي بين المدينة ومكة ركعتين آمنا لا يخاف : ١٠٩١.
(٦) بحار الأنوار ٢١ : ٣٩٠ ، عن فروع الكافي ١ : ٢٣٣ ، كذا ، والمعروف في الحديث والفقه أنّه حجّ قرانا كما في الروضة البهية ١ : ١٧٤ ، ط. القاهرة.
(٧) مغازي الواقدي ٢ : ١٠٩٠ و ١٠٩١ ، عن أمّ سلمة وابن عباس وناجية.