وكان أوائلهم قريبا من الجحفة ، فأمر رسول الله مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة ويردّ من تقدّم منهم ويحبس من تأخّر منهم ، وأمره جبرئيل فتنحّى عن يمين الطريق الى جنب مسجد الغدير. وكان في الموضع سلمات (١) فأمر رسول الله أن يقمّ ما تحتهنّ ، وأن تنصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس ، فقام رسول الله فوق تلك الأحجار ، وكان علي عليهالسلام منذ أول ما صعد رسول الله دون مقامه بدرجة ، ثم ضرب بيده الى عضده فبسط علي يده نحو وجه رسول الله فشال عليّا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله (٢).
ومرّ في خبر «البرهان» عن زيد بن أرقم قوله : إذ سمعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو ينادي : أيها الناس ، أنا رسول الله أجيبوا داعي الله. فأتيناه مسرعين ، وكان في شدّة الحرّ ، فإذا هو واضع بعض ثوبه على رأسه وبعضه على قدمه من الحرّ ، وأمر بقمّ ما تحت الدوح ، فقمّ ما كان ثمة من الشوك والحجارة ، فلما فرغوا من القمّ أمر رسول الله أن يؤتى بأحلاس دوابّنا وأقتاب ابلنا وحقائبنا ، فوضعنا بعضها على بعض ثم ألقينا عليها ثوبا ، ثم صعد عليها رسول الله صلىاللهعليهوآله (٣).
ولئن خلا هذان الخبران عن التصريح بأن ذلك كان بعد صلاة الظهر ، فقد صرحت بذلك أحاديث كثيرة :
فقد نقل السيّد ابن طاوس عن كتاب «النشر والطي» من حديث حذيفة بن اليمان قال : انتهى إلينا رسول الله فنادى الصلاة جامعة! ثم دعا أبا ذر وعمارا
__________________
(١) السلم : شجر الغضا. مجمع البحرين.
(٢) الاحتجاج ١ : ٧٠ و ٧١ و ٧٦.
(٣) البرهان ٢ : ١٤٥ ، وعنه في بحار الأنوار ٣٧ : ١٥٢.