المتن :
كما ترىٰ مشتمل علىٰ لفظ كلّ ما اُكل ، وفي التهذيب ذكر التوجيه بعد نقل الحديث الذي ذكرناه عنه ، فقال : قوله : « كلّ ما يؤكل لحمه يتوضّأ بسؤره ويشرب » يدل علىٰ أنّ ما لا يؤكل لحمه لا يجوز التوضّؤ به والشرب منه ؛ لأنّه إذا شرط في استباحة سؤره أن يُؤكل لحمه دل علىٰ أنّ ما عداه بخلافه ، ويجري هذا مجرىٰ قول النبي صلىاللهعليهوآله « في سائمة الغنم الزكاة » (١) في أنّه يدل علىٰ أنّ المعلوفة ليس فيها الزكاة (٢) .
وأنت خبير بأنّ الشيخ لو جعل توجيهه بعد الحديث المتضمن للفظ « كلّ » كان أولىٰ (٣) ، لكن اعتماده علىٰ ما ذكره بلفظ « كلّ » اقتضىٰ اكتفاؤه بذلك كما نقله هنا .
وقد اعترض عليه شيخنا ـ قدسسره ـ في بعض فوائده علىٰ الكتاب ، وكذلك شيخنا المحقق ميرزا محمّد ـ أيّده الله ـ بما حاصله : أنّه لو سلّم دلالته علىٰ أنّ ما عداه بخلافه ؛ إنّما يدل علىٰ أنّ غير المأكول لا يثبت له الحكم كلّياً كما ثبت للمأكول ، ونحن نقول بموجبه ، فإنّ سؤر بعض غير المأكول نجس قطعاً .
وقد سبق إلىٰ هذا العلّامة في المختلف ، فقال : إذا سلّمنا أنّ المفهوم حجة يكفي في دلالته مخالفة المسكوت عنه للمنطوق في الحكم الثابت
__________________
(١) عوالي اللآلئ ١ : ٣٩٩ .
(٢) التهذيب ١ : ٢٢٤ / ٦٤٢ ، ٦٤٣ .
(٣) لا يخفىٰ أنّ الحديث الذي نقله عن التهذيب مشتمل علىٰ لفظ كلّ ، فتوجيه الشيخ في محلّه ، والظاهر أنّه كان ساقطاً من نسخة صاحب الاستقصاء .