أمّا لو زال التشميس (١) فالعلّامة في التذكرة قال : احتمل بقاء الكراهة لعدم خروجه عن كونه مسخناً (٢) .
وفي الذكرىٰ قطع الشهيد بالبقاء (٣) ، وتبعه جماعة ؛ مستدلّين بالاستصحاب ، والتعليل بخوف البرص ، وبصدق الاسم بعد الزوال ؛ إذ المشتق لا يشترط فيه بقاء أصله (٤) .
وفي الاستصحاب بحث ، وكذلك القول في المشتق ؛ لأنّ عدم اشتراط البقاء إنّما يكره زواله بطريان وصفٍ وجوديٍ يضادّه ، وفي المقام قد تحقّق المضادّ .
وما أجاب به الوالد قدسسره عن هذا : بأنّ الاشتقاق هنا من التسخين لا من السخونة (٥) ؛ ففيه نظر واضح .
وذكر بعض فضلاء المتأخّرين بأنّ الكراهة مشترطة بقلّة الماء (٦) ، وظاهر جماعة من المتأخّرين عدم الفرق (٧) ؛ لإطلاق النص والتعليل ، وفي المقام كلام ، إلّا أنّ ضعف المستند يسهل الخطب ، والله تعالىٰ أعلم .
__________________
(١) في « د » : التسخين .
(٢) التذكرة ١ : ١٣ .
(٣) الذكرىٰ ١ : ٧٨ .
(٤) منهم الشهيد الثاني في المسالك ١ : ٢٢ ، وروض الجنان : ١٦١ . والكركي في جامع المقاصد ١ : ١٣٠ ، والاردبيلي في مجمع الفائدة ١ : ٢٩١ .
(٥) معالم الفقه : ١٧٣ .
(٦) مجمع الفائدة والبرهان ١ : ٢٩٢ .
(٧) صرّح به الشهيد الثاني في المسالك ١ : ٢٢ ، واستظهره في روض الجنان : ١٦١ ، والكركيّ في جامع المقاصد ١ : ١٣١ .