( عليهم السلام ) ، فضلوا وأضلوا ».
[ ٢١٢٦٩ ] ٥ ـ وعنه ( عليه السلام ) ، أنه قال لبعض أصحابه في حديث : « إن أول من قاس إبليس ، وإن أول ما سن لهذه الأمة القياس المعروف ».
[ ٢١٢٧٠ ] ٦ ـ وعن علي ( عليه السلام ) ، أنه خطب الناس فقال : « أما بعد ، فذمتي رهينة وأنا به زعيم ، لا يهيج (١) على التقوى زرع قوم ، ولا يظمأ على التقوى سنخ أصل ، وان الحق والخير فيمن عرف قدره ، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره ، وان أبغض الخلق إلى الله تبارك وتعالى رجلان : رجل وكله الله إلى نفسه ، جائر عن قصد السبيل ، مشعوف (٢) ببدعة ، قد لهج فيها بالصوم والصلاة ، فهو فتنة لمن افتتن بعبادته ، ضال عن هدى من كان قبله ، مضل لمن اقتدى به من بعده ، حمال خطايا غيره ممن أضل بخطيئته.
ورجل قمش (٣) جهلا في أوباش الناس ، غار بأغباش (٤) الفتنة ، قد سماه الناس عالما ، ولم يغن في العلم يوما سالما ، بكر فاستكثر ما قل منه خير مما كثر ، حتى ارتوى من آجن (٥) ، وجمع من غير طائل ، جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص (٦) ما اشتبه على غيره ، ان خالف قاضيا سبقه لم يأمن
__________________
٥ ـ دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٦ ح ١٩٠٤.
٦ ـ دعائم الاسلام ج ١ ص ٩٧.
(١) هاج الزرع : يبس واصفر ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٣٣٧ ).
(٢) الشعف : شدة الحب ، وأن يبلغ إلى أن يذهب بالقلب ، وهو شبه الجنون ( لسان العرب ج ٩ ص ١٧٨ ).
(٣) القمش : جمع الشئ من ها هنا وها هنا ، ويقال للردئ من كل شئ ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٣٨ ).
(٤) أغباش : جمع غبش وهو شدة الظلمة أو ظلمة آخر الليل ( لسان العرب ج ٦ ص ٣٢٢ ).
(٥) الآجن : الماء المتغير الطعم واللون ( لسان العرب ج ١٣ ص ٨ ).
(٦) في نسخة : لتلخيص.