يطرحونه شيئا بعد شئ موزونا حتى بلغ الغاية ، فقال : « كم طرحتم؟ » قالوا : كذا وكذا منا ورطلا ، قال ( عليه السلام ) : « وزنه هذا ».
[ ٢١٥٥٣ ] ٩ ـ الشيخ المفيد في الإختصاص : عن أبي أحمد ، عن رجل عن أبي عبد الله أو أبي جعفر ( عليهما السلام ) ، قال : « اجتمع رجلان يتغديان ، مع واحد ثلاثة أرغفة ، ومع واحد خمسة أرغفة ، قال : فمر بهما رجل فقال : السلام عليكما ، فقالا : وعليك السلام ، الغداء رحمك الله ، قال : فقعد وأكل معهما ، فلما فرغ قام فطرح إليهما ثمانية دراهم ، فقال : هذه عوض لكما بما أكلت من طعامكما ، قال : فتنازعا بها ، فقال صاحب الثلاثة : النصف لي والنصف لك ، وقال صاحب الخمسة ، لي خمسة بقدر خمستي ، ولك ثلاثة بقدر ثلاثتك ، فأبيا وتنازعا حتى ارتفعا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فاقتصا عليه القصة.
فقال ( عليه السلام ) : ان هذا الامر الذي أنتما فيه دنئ ، ولا ينبغي أن ترفعا فيه إلى حكم ، ثم أقبل علي ( عليه السلام ) إلى صاحب الثلاثة فقال : أرى أن صاحبك قد عرض عليك أن يعطيك ثلاثة ، وخبزه أكثر من خبزك ، فارض به ، فقال : لا والله يا أمير المؤمنين ، لا أرضى إلا بمر الحق ، قال : فإنما لك في مر الحق درهم ، فخذ درهما واعطه سبعة ، فقال : سبحان الله يا أمير المؤمنين ، عرض علي ثلاثة فأبيت ، فآخذ واحدا! قال : عرض ثلاثة للصلح ، فحلفت أن لا ترضى إلا بمر الحق ، وإنما لك في مر الحق درهم ، قال : فأوقفني على هذا ، قال : أليس تعلم ، أن ثلاثتك تسعة أثلاث؟ قال : بلى ، قال : أوليس تعلم ، ان خمسته خمسة عشر ثلثا؟ قال : بلى ، قال : فذلك أربعة وعشرون ثلثا ، أكلت أنت ثمانة ، وأكل الضيف ثمانية ، وأكل هو ثمانية ، فبقي من تسعتك أنت واحد أكله الضيف ، وبقي من خمسة عشرة سبعة أكلها ، الضيف فله بسبعته سبعة ،
__________________
٩ ـ الاختصاص ص ١٠٧.