جعفر كاشف الغطاء ، ومن نتائج الازدهار العلمي في هذا العصر اجتماع عدّة من فطاحل الفقهاء فيه وتأليف موسوعات فقهيّة قيّمة ، كالمصابيح للسيّد بحر العلوم ، ومفتاح الكرامة للسيّد جواد العاملي ، وكشف الغطاء لكاشف الغطاء ، ومقابس الأنوار للشيخ أسد الله التستري ، ومستند الشيعة في أحكام الشريعة ، للمولى أحمد النراقي وغيرها (١).
وإنّه لمّا رجع الشيخ جعفر جدّ أُسرة آل كاشف الغطاء من الحجّ أجمع العلماء على أن يجعلوا أمر التدريس للسيّد مهدي رحمهالله وأمر الفتوى والتقليد للشيخ جعفر ، حتّى أنّ المرحوم السيّد مهدي أمَرَ أهله بتقليد الشيخ جعفر. وأمر صلاة الجماعة للشّيخ حسين نجف ، فلم يكن سواه إماماً في النجف الأشرف وكانت العلماء تقتدي به ، حتّى السيّد مهدي والشيخ جعفر يصلّيان خلفه أغلب الأوقات.
ولم يبق للسيّد مهدي رحمهالله إلا أيّاماً قليلة حتّى انتقل إلى جوار ربّه ، وأصبح التدريس منحصراً بالشيخ جعفر ، وذكر المؤرّخون أنّه كان يحضر درسه من المجتهدين ما لا يحصى عددهم ، فضلاً عن المراهقين للاجتهاد (٢).
وقد تعرّض الشيخ الأعظم الأنصاري (رحمهالله) في مصنّفاته كثيراً لآرائه الفقهيّة والأُصوليّة وكان يعبّر عن كاشف الغطاء كثيراً ببعض الأساطين وعن صاحب الجواهر ببعض المعاصرين. وكذا كان يذكره أيضاً صاحب الجواهر في جواهره بشيخنا ، والأُستاذ المعتبر ، والأُستاذ الأكبر.
آثارة العلميّة :
وللمترجَم له رحمهالله تأليف قيّمة مشحونة بالتحقيق والتدقيق ، وهي :
١ ـ كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء ، وسيأتى الكلام فيه.
٢ ـ مختصر كشف الغطاء (٣).
٣ ـ غاية المأمول في علم الأصول (٤).
__________________
(١) موسوعة النجف الأشرف ٦ : ١٧٥ ١٧٩.
(٢) المصدر السابق ٦ : ١٥٠.
(٣) الذريعة إلى تصانيف الشيعة ٢٠ : ٢٠٥.
(٤) الذريعة ١٦ : ١٦.