٩ ـ وقال في موضع آخر من الكتاب : وقفت على عدّة رسائل من الشيخ محمَّد بن راضي بن شويهي يخاطب بها الشيخ رحمهالله بكلّ تبجيل واحترام ، منها تُعرف مكانة الرجل وأهميّته في المجتمع :
منها : ما يقول فيها : أيّها المرجع للخلق والمتكلّم بالحق والناطق بالصدق ، والمحيي علوم المرسلين والمقتفي آثار الأئمّة الطاهرين.
ومنها : الحمد لله الذي أقام الدين بسيوفكم ، وقمع شوكة العصاة بكفوفكم ، فأعلى الله مقامكم ، وأجزل في الخلد إكرامكم.
ومنها : التي يقول فيها : حرسك الله قطب العلماء ، وسنام الفضلاء ، ووجه الشيعة ، ومحيي الشريعة ، ومصباح الأُمّة ، والمنصوب من قبل الأئمّة ، وبهجة الزمان ، وقمر الأقران ، وصدر المحقّقين ، وقوام المتبحّرين ، ومرجع الفقراء وملاذ الضعفاء ، ووالد المشتغلين وأخو الفقراء والمساكين (١).
١٠ ـ وقال السيّد علي الطباطبائي «صاحب الرياض» في حقّه حيث كتب إجازةً للشيخ عبد علي بن اميد الرشتي الغروي :
لقد أجزته أدام الله تعالى توفيقه كما أجازه أخونا علّامة العلماء فريد الدهر ، ووحيد العصر ، الشيخ جعفر ، حرسه الله ، ملتمساً منه الدعاء بالعافية وحسن العاقبة (٢).
مشايخه :
وتشهد لعلوّ فقاهته الأساتذة الكرام الذين استفاد الشيخ رحمهالله من نور علومهم ، والتلامذة الذين استضاؤوا من شعاع علمه. ونحن نذكر نبذة منهم باختصار :
١ ـ أوّل مشايخه ، والده المكرّم ، الشيخ خضر (المتوفى ١١٨٠ ه. ق) قال المترجَم له في حقّ والده : وعرف بالصلاح والتقوى والفضيلة ، وكان الفضلاء والصلحاء يتزاحمون على الصلاة خلفه (٣).
وقال المحدّث النوري في شأنه : كان الشيخ خضر من الفقهاء المتبتّلين والزهاد المعروفين ،
__________________
(١) ماضي النجف وحاضرها ٣ : ١٣٨.
(٢) أعيان الشيعة ٨ : ٣٠.
(٣) روضات الجنّات ٢ : ٢٠٣.