.................................................................................................
______________________________________________________
«وتأخذ بالحائطة لدينك» جملة خبرية أريد بها الإنشاء ، فتدل على وجوب الاحتياط فيما لم يعلم حكمه الشرعي.
ومنها : ما رواه المفيد الثاني ـ ابن الشيخ (قدهما) ـ في أماليه مسندا عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري عن الرضا عليهالسلام : «أن أمير المؤمنين عليهالسلام قال لكميل بن زياد : أخوك دينك فاحتط لدينك بما شئت» (١)
ومنها : ما رواه الشهيد الثاني عن عنوان البصري عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهماالسلام يقول فيه : «سل العلماء ما جهلت وإيّاك أن تسألهم تعنتا وتجربة ، وإياك أن تعمل برأيك شيئا ، وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا ، واهرب من الفتيا هربك من الأسد ، ولا تجعل رقبتك عتبة للناس» (٢). ونحوها غيرها.
والثاني ـ وهو ما دل على وجوب الاحتياط التزاما ـ مثل ما ورد في خبر التثليث في مقبولة عمر بن حنظلة من قوله عليهالسلام : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : حلال بيِّن وحرام بيِّن وشبهات بين ذلك ، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ، ومن أخذ بالشبهات وقع في المحرمات وهلك من حيث لا يعلم».
وتقريبه : أن الإمام عليهالسلام استدل بهذه الجملة على وجوب طرح الخبر الشاذ ، لأن فيه الريب ـ لا أنه مما لا ريب في بطلانه ـ ووجوب ذلك موقوف على لزوم الاحتياط والاجتناب عن الشبهات ، وإلّا فلا يتجه الاستدلال على وجوب طرح الخبر الشاذ مع عدم كون الاحتراز عن موارد
__________________
(١) المصدر المتقدم ، الحديث : ٤١ ص ١٢٣.
(٢) المصدر المتقدم ، الحديث : ٥٤ ص ١٢٧.