وكون (١) العمل متفرّعا على البلوغ
______________________________________________________
على نفس العمل إخبار عن تعلق الأمر المولوي بذلك العمل ، وهو معنى الاستحباب.
(١) هذا إشارة إلى ما استفاده شيخنا الأعظم من أخبار «من بلغ» فانه (قده) بعد أن استظهر استحباب العمل ـ الّذي دل خبر ضعيف على استحبابه ـ من هذه ، الاخبار أورد على نفسه بوجوه ثلاثة أجاب عن اثنين منها ، وقوّى أوّلها ـ وهو أن ثبوت الأجر لا يثبت الاستحباب (*) ـ ثم قال : «وأما الإيراد الأول فالإنصاف أنه لا يخلو عن وجه ، لأن الظاهر من هذه الاخبار كون العمل متفرعا على البلوغ وكونه الداعي على العمل. ويؤيده تقييد العمل في غير واحد من تلك الاخبار بطلب قول النبي صلىاللهعليهوآله والتماس الثواب الموعود ، ومن المعلوم أن العقل مستقل باستحقاق هذا العامل المدح والثواب».
وتوضيحه : أن المستفاد من سياق أخبار «من بلغ» هو كونها بيانا لما يستقل به العقل من استحقاق من يعمل بداعي احتمال المطلوبية للثواب حتى إذا تبين مخالفة ما رجاه للواقع ، وعدم تعلق الطلب بالفعل المحتمل مطلوبيته ، وهذه الاخبار ظاهرة في هذا المعنى كما لا يخفى على من لاحظها. أما صحيحة هشام وحسنته ، فلدلالة فاء التفريع ـ في قوله عليهالسلام في الأولى : «فعمله»
__________________
(*) يظهر من صاحب الحدائق في الدرر النجفية : أن هذا الإشكال من شيخه العلامة الشيخ سليمان البحراني أورده على من يستفيد التساهل في أدلة السنن من هذه الاخبار ، قال : «وعندي فيه نظر ، إذ الأحاديث المذكورة انما تضمنت ترتيب الثواب على العمل ، وذلك لا يقتضي طلب الشارع له لا وجوبا ولا استحبابا ...» (١).
__________________
(١) الدرر النجفية ، ص ٢٢٧