«من صلى أو صام فله كذا» ولعله (١) لذلك أفتى المشهور بالاستحباب ، فافهم وتأمل (٢) (*).
______________________________________________________
سرح» في ترتب الثواب على نفس العمل وهو تسريح اللحية بما هو هو ، لا بعنوان بلوغ الثواب عليه.
(١) الضمير للشأن ، يعني : لعله لما ذكرنا ـ من أن المستفاد من أخبار «من بلغ» استحباب نفس العمل ، وترتب الأجر والثواب عليه بعنوانه الأوّلي لا بعنوان أنه مما بلغ عليه الثواب ـ أفتى المشهور باستحباب كثير من الأفعال التي قامت الاخبار الضعاف على استحبابها.
(٢) لعله إشارة إلى احتمال أن يكون نظر المشهور ـ في استحباب نفس العمل من حيث هو ـ إلى أن المستفاد من أخبار «من بلغ» حجية الخبر الضعيف في المستحبات ، فتخصص عموم أدلة حجية خبر الواحد ، إذ مفادها حينئذ هو اعتبار الخبر الضعيف في المندوبات وعدم اعتبار شرائط الحجية فيها ، وهذا هو المراد بقاعدة التسامح في أدلة السنن. هذا ما يرجع إلى توضيح المتن ، وان شئت الوقوف على تفصيل الكلام حول أخبار «من بلغ» فلاحظ ما ذكرناه في التعليقة.
__________________
(*) ينبغي التكلم فيما يتعلق بأخبار من بلغ في مقامي الثبوت والإثبات. أما المقام الأول فمحصله : أن الوجوه المحتملة في أخبار «من بلغ» ستة : اثنان منها مترتبان على الإرشاد إلى ترتب الثواب الموعود على العمل من دون تعرض لحكمه ، وأربعة منها مترتبة على التشريع والإنشاء.
أما الأوّلان فهما الإخبار عن ترتب الثواب الموعود على العمل مطلقا أو مقيدا ببلوغ الثواب فيه. وبعبارة أخرى : ترتب الثواب على نفس العمل أو على العمل المأتي به بداعي رجاء الثواب عليه ، والمسألة على هذين الوجهين كلامية.