وبما (١) دل على وجوب الاحتياط من الاخبار الواردة بألسنة مختلفة.
______________________________________________________
(١) معطوف على «بما» في «فبما دل» وهذا إشارة إلى طائفة أخرى من الاخبار تدل على وجوب الاحتياط في الشبهة الحكمية ، والظاهر : أن مراده (قده) من الألسنة المختلفة هو دلالتها على وجوبه مطابقة والتزاما ، فالأوّل هو ما اشتمل منها على مادة الاحتياط بهيئات مختلفة مثل «احتط» و «فعليكم بالاحتياط» و «خذ بالحائطة لدينك» ونحوها ، وهي عدة روايات :
منها : صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج قال : «سألت أبا الحسن عليهالسلام عن رجلين أصابا صيدا وهما محرمان ، الجزاء بينهما أو على كل واحد منهما جزاء؟ قال : لا ، بل عليهما أن يجزي كل واحد منهما الصيد ، قلت : ان بعض أصحابنا سألني عن ذلك فلم أدر ما عليه ، فقال : إذا أصبتم مثل هذا فلم تدروا فعليكم بالاحتياط حتى تسألوا عنه فتعلموا» (١) قال في الحدائق (٢) في تقريب الاستدلال بها على الاحتياط : «وهذه الرواية قد دلت على وجوب الاحتياط في بعض جزئيات الحكم الشرعي مع الجهل به وعدم إمكان السؤال ، وذلك لأن ظاهر الرواية أن السائل عالم بأصل وجوب الجزاء ، وانما الشك في موضعه بكونه عليهما معا جزاء واحدا ، أو على كل منهما جزاء بانفراده».
ومنها : ما رواه عبد الله بن وضاح ـ وقد عبر عنها الشيخ الأعظم (قده) بالموثقة على الأقوى ـ «أنه كتب إلى العبد الصالح عليهالسلام يسأله عن وقت المغرب والإفطار ، فكتب إليه : أرى لك أن تنتظر حتى تذهب الحمرة وتأخذ بالحائطة لدينك» (٣) ودلالته على المطلوب واضحة ، لأن قوله عليهالسلام :
__________________
(١) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي الحديث ١ ص ١١١
(٢) ج ١ ص ٧٣.
(٣) الوسائل ، ج ١٨ ، الباب ١٢ من أبواب صفات القاضي الحديث : ٣٧ ص ١٢٢.