.................................................................................................
______________________________________________________
.................................................................................................
__________________
الرابع : الوجوه المحتملة في التذكية كثيرة :
منها : أن تكون بسيطة متحصلة من فري الأوداج الأربعة بالحديد إلى القبلة مع التسمية وإسلام الذابح وقابلية الحيوان ، كالطهارة الحدثية المترتبة على الغسلتين والمسحتين بناء على كون المأمور به هي الطهارة لا الأفعال المحصّلة لها.
ومنها : أن تكون مركبة خارجية من تلك الأفعال مع القابلية المذكورة أو بشرطها ، كنفس الغسلتين والمسحتين بناء على تعلق الأمر بهما كما هو مقتضى قوله تعالى : «إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ» (١).
ومنها : أن تكون مقيدة بجعل التذكية نفس الأمر المتحصل من الأمور المعهودة مقيدا بقابلية المحل.
ثم ان القابلية يحتمل أن يراد بها المصلحة الموجبة لتشريع الحل والطهارة أو الطهارة فقط للحيوان ، فالقابلية حينئذ من الملاكات الداعية إلى تشريع الأحكام.
ويحتمل أن يراد بها خصوصية ذاتية مقتضية للحكم بالحل والطهارة كخصوصية الغنمية والبقرية والإبلية ونحوها.
وقد اختار المصنف أن التذكية فعل المذكي وهو الفري مع الشرائط التي منها قابلية المحل ، ووافقه المحقق العراقي (قده) على ما في تقرير (٢) بحثه الشريف «لإسناد التذكية في قوله تعالى : «الا ما ذكيتم» إلى الفاعلين الظاهر في أنها من فعلهم ، ولما ورد في موثقة ابن بكير من قوله عليهالسلام : ذكاه
__________________
(١) المائدة ، الآية : ٦
(٢) نهاية الأفكار ، ج ٣ ، ص ٢٥٧